"نيويورك ضاحية تونس": كاريكاتور أدبي لجدالات النخب

ضمن الفعاليات المُقامة إحياءً للذكرى الخامسة للثورة التونسية، قدّم أول أمس الكاتب التونسي توفيق بن بريك كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "نيويورك ضاحية تونس" (منشورات "آكت سود")، حيث عرضه كل من المفكر يوسف الصديق والصحافي وليد الماجري.

من عنوان الكتاب، نلتقط الروح الساخرة التي قد تكون القاسم المشترك بين أعمال بن بريك الشعرية والروائية والسياسية. "نيويورك ضاحية لتونس"، بالمناسبة، عمل لا يُصنّف بسهولة، وإن تقارب مع الرواية، حيث يدمج الكاتب الكثير من شذرات المقالات الصحافية الساخرة وأسلوب الخرافة الشعبية، ليقدم في المحصّلة تقييماً ساخراً لما جدّ في تونس بعد الثورة.

من زاوية أخرى، يمكن أن نقرأ العمل كـ "أدب رحلة"، غير أنها أبعد ما تكون عمّا توحي به هذه الكلمة ضمن المتعارف عليه. فرحلة بن بريك تقود القارئ إلى عدد من ضواحي العاصمة التونسية؛ حيث يلتقط مجموعة من الشخصيات الشعبية الطريفة، التي يعكس فيها جدالات النخب بطريقة كاريكاتورية.

يعود بن بريك في هذا العمل إلى الكتابة باللغة الفرنسية، والتي لم يُصدر أعمالاً بها منذ 2011، وهو خيار أشار إلى أسبابه في لقاء تلفزيوني له؛ حيث أقر بأن مقروئيته بالفرنسية أكثر من العربية، علماً أن عمليه الأخيرين "كوزكي" و"كلب بن كلب" راوح فيهما بين الكتابة بالعربية الفصحى والعامية.