إيران تحضر لمؤتمر محاربة التطرف وتدعو لدعم العراق

01 ديسمبر 2014
علي أكبر ولايتي أثناء مؤتمر أكاديمي بطهران (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الإثنين، أنّ بلاده تنوي تنظيم مؤتمر لمكافحة التطرّف والعنف، في العاصمة طهران في المستقبل القريب، وستدعو إليه شخصيات سياسية معروفة في المنطقة والعالم.

وجاءت تصريحات ظريف بعد لقائه رئيسَ بعثة الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف، الذي يزور العاصمة الإيرانية، حيث أكد ظريف خلال لقائه أن طهران لن تتردّد في مساعدة العراق، شعباً وحكومة، في حربه ضدّ الإرهاب والتطرّف.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن ظريف مطالبته منظمةَ الأمم المتحدة بأن تقوم بمعرفة الملابسات الحقيقية لما يجري على الأرض، في كل من سورية والعراق، مشيراً إلى أنّ هذا يساعد على الوقوف بوجه التنظيمات الإرهابية ودرء خطرها عن المنطقة، حسب تعبيره.

كما أكد على ضرورة سعي الأمم المتحدة نحو قطع الدعم بالمال والسلاح لبعض المجموعات، معتبراً أن هذا الدعم كان السبب الرئيس لتنامي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في السابق.

من جهته، أكد ملادينوف خلال هذا اللقاء على أن الظروف في سورية والعراق، لا سيما على الحدود بين البلدين معقدة للغاية. واعتبر أن تعاونَ إيران والمجتمع الدولي والإقليمي، للوقوف بوجه خطر الإرهاب، أمرٌ ضروري خلال هذه المرحلة.

"الإرهاب" والعراق

شمل جدول أعمال اليوم التالي من زيارة ملادينوف إلى طهران، لقاءات، إضافة إلى الذي جمعه مع ظريف، مع رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، اللذين بحث معهما تطورات الأوضاع الإقليمية، لاسيما تلك المتعلقة بالعراق، فضلاً عن ملف الحرب على الإرهاب.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن ملادينوف قوله إن إيران بلد جار للعراق، وله أهميته كونه يستطيع التأثير عليه، مطالباً المعنيين في البلاد بالعمل على إعادة الاستقرار لهذا البلد، معتبراً أن التعاون الإقليمي والدولي يستطيع أن يساهم بتشكيل جبهة حقيقية للحرب ضدّ الإرهاب.
 كما رأى أن خطر الإرهاب هناك جدي للغاية، ويتهدّد المنطقة بأكملها، معتبراً إياه كالفيروس، ما يعني وجوب التركيز على الوقاية منه، ومواجهة انتشاره حسب تعبيره.

وأضاف ملادينوف، أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) غير مرحَّب به من قبل العراقيين أنفسهم، وهو ما يعني أرضية مناسبة لهزيمته، مشيراً إلى أنه يجب التركيز على تقليص الخلافات الطائفية بين العراقيين أيضاً، وهو ما سيساعد على عودة الاستقرار لهذا البلد ومواجهة الإرهاب، قائلاً إن الأمم المتحدة ستعمل على تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمنكوبين هناك.
من جهته، قال رفسنجاني إن بعض الأطراف تعمل على تقوية الخلافات الداخلية والطائفية في العراق، وهو ما يسمح بانتشار خطر الإرهاب والتطرف، قائلاً إنّ اتباع سياسات متناقضة في الحرب على الإرهاب، في كل من العراق وسورية وليبيا، وحتى أفغانستان، لن تنفع في التخلص منه من جذوره.
وأكّد رفسنجاني، حسب "إرنا"، أنّ مواجهة الإرهاب تكون بإتباع خطوات جدّية ومحددة، قائلاً إنّه من العجيب ألا يستطيع تحالف دولي مؤلف من عدّة بلدان غربية أن يتخلص من (داعش) في مدينة كعين العرب (كوباني).
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، إن الأمم المتحدة تستطيع أن تلعب دوراً بناءً في إعادة الأمن والاستقرار للعراق، معتبراً أن الضربات الجوية من قبل قوات التحالف ضد تنظيم "داعش" لن تقوم باللازم، طالما أنه لا يوجد برنامج سياسي للتخلص من هذه المخاطر.
واعتبر لاريجاني أن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في العراق تتسبب بتفاقم المشكلة هناك، وهو ما تستطيع الأمم المتحدة تقديم العون فيه، مشيراً إلى أن بلاده جاهزة لتقديم المساعدات للحكومة وللشعب في العراق.
أمّا مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، فقد نقل للمسؤول الأممي أن بلاده حاضرة للتعاون مع الأطراف المختلفة، في المجتمع الدولي، لمحاربة الإرهاب في العراق.

وكان ملادينوف قد التقى، أمس الأحد، مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، الذي قال بدوره، إنّ بلاده جاهزة للتعاون مع أطراف المجتمع الدولي لتقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب في العراق.

كما التقى برئيس دائرة الشؤون العربية في الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن مكافحة الإرهاب تكون بالتخلص من هذه الظاهرة من جذورها، وبقطع الدعم عنها، معتبراً أنّه يتعيّن على كل الجهات تقديم الدعم اللازم للحكومة والجيش في العراق، كي يتمكّنا من الوقوف أمام هذا الخطر.

كما اتهم عبد اللهيان الولايات المتحدة الأميركية بالسعي لتوطيد نفوذها عسكرياً في العراق، من جديد، قائلاً إنّ واشنطن لا تقوم بالمطلوب لفتح حرب حقيقية كي تتخلص من الإرهاب بكل أشكاله، معتبراً أنّها تدعي فقط شنّ حرب على "داعش"، لتحقيق أهداف أخرى في العراق والمنطقة، حسب قوله.
المساهمون