وأفاد شاهد عيان، يدعى محمد مشهور، لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت قرية قبلان عند الساعة الواحدة من فجراليوم، معززة بطائرة زنانة، وحاولت اقتحام منزل شقيق الشهيد، وطلبت من الأخير تسليم نفسه، لكنه رفض، فوقع بعده اشتباك وإطلاق نار بين الطرفين".
وبحسب الشاهد نفسه، فإن اشتباكين وقعا بين جنود الاحتلال والشهيد؛ الأول عند الساعة الواحدة، والثاني عند الرابعة من فجر اليوم، ولحسم الأمر استخدمت قوات الاحتلال قذائف "الأنيرغا"، بعد هدم جزء كبير من المنزل. فيما رجّح أحد المصورين الصحافيين الذين كانوا في المكان أن يكون الشهيد قد أُصيب بقذيفة "أنيرغا" قبل أن تدخل قوات الاحتلال وتجهز عليه بالرصاص.
كما أكّدت مصادر فلسطينية أنّ "قوات الاحتلال استقدمت جرافتين وقامت بهدم الطابق الأوّل من المنزل، وإلقاء قذائف "أنيرغا" باتجاهه ما خلّف دماراً كبيراً".
وأوضحت أنّ "الاقتحام بدأ في ظل تغطية للطيران الإسرائيلي، قبل أن تستقدم قوات الاحتلال الجرافات في ساعات متأخرة من الفجر".
وأشارت إلى أنّ "قوات الاحتلال تلاحق الأقرع منذ نحو ثلاثة أسابيع على الأقل. وكانت قد كثفت من اقتحامها للقرية بمساعدة المستعربين في الأيام العشرة الأخيرة، في محاولات حثيثة لاعتقاله". وفي إطار هذه المحاولات، عمدت قوات خاصة من جيش الاحتلال قبل عشرة أيام، إلى تفجير متجر في القرية ما أدى لإصابة صاحبه.
وبحسب مصادر أمنية متطابقة، فإنّ قوات الاحتلال تتهم الأقرع بإطلاق النار على جنودها قبل عشرة أيام، وإصابة أحدهم، إضافة إلى إصابة مستوطن بجروح، قرب مستوطنة "رحاليم" المقامة على أراضي قرية "يتما" المحاذية لقرية قبلان".
وبعد اغتيال الأقرع في الثامنة وأربعين دقيقة صباحاً (بتوقيت القدس المحتلة)، أعلنت قوات الاحتلال عن جرح اثنين من جنودها وإنهاء العملية العسكرية، واشتبك جيش الاحتلال لساعات مع الأقرع وطلبت تعزيزات من الآليات العسكرية والمروحيات القتالية، كما اعتقلت بلال الأقرع، شقيق الشهيد زكريا، إضافة إلى الشاب علاء عبد الرحيم من البلدة نفسها.
وإلى الشمال من الخليل، اختطفت قوة إسرائيلية خاصة، الأسير المحرر أدهم اخليل، عقب دهم منزله في بلدة بيت أمر بلباس مدني، قبل نقله إلى معسكر "عتصيون" شمالي البلدة.
وفي قرية حوسان غربي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال الشابين علي حمامرة ومنتصر زعول، عقب دهم منزليهما وتفتيشهما، واقتيادهما إلى جهة مجهولة.
بموازاة ذلك، أفرجت سلطات الاحتلال عن النائب في المجلس التشريعي عن حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أنور زبون، والشيخ حسن الورديان، من بيت لحم، عقب اعتقالهما خلال العملية العسكرية الأخيرة التي يشنها الاحتلال منذ شهر يونيو/حزيران الماضي.
ولا تزال سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها 36 نائباً، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك، والنائب عن حركة "فتح" القيادي مروان البرغوثي، والنائب عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" القيادي أحمد سعدات.
وفي سياق منفصل، طرد مرابطو الأقصى عدداً من المستوطنين بينهم المتطرف غيليك، عقب قيامهم بالصلاة بشكل استفزازي باتجاه قبة الصخرة. وتسود حالة من التوتر في باحات المسجد المسجد الأقصى، في ظل الاقتحامات المتكررة للمستوطنين بشكل شبه يومي في الفترة الأخيرة.