الاحتلال الإسرائيلي قتل الأسير الجعبري عمداً

11 سبتمبر 2014
قراقع يتهم الاحتلال بقتل الجعبري (أرشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عيسى قراقع، أنّ نتائج التشريح، الذي أجري، اليوم الخميس، لجثمان الشهيد الأسير، رائد الجعبري، أظهرت علامات توضح قتل قوات الاحتلال الاسرائيلي الجعبري بشكل متعمّد وتحت التعذيب.

وقال قراقع، خلال مؤتمر صحافي في مدينة الخليل، إنّ "نتائج التشريح بيّنت تعرّض الشهيد، الجعبري، لضربة شديدة في الرأس بالتحديد، في العضلة الصدريّة في الرأس بقطر (4.25) سنتيمتر، في مكان قاتل، أدّت إلى نزيف وارتجاج في خلايا الدماغ، وهي السبب الرئيسي في الوفاة".

كما أظهرت نتائج التشريح، الذي أجري للشهيد في معهد الطب العدلي، في بلدة أبوديس جنوب شرقي القدس المحتلة، وجود نزيف وبقع دموية في أنسجة وخلايا الدماغ من الداخل، مما يؤكد حدوث تلك الضربة القاتلة، إلى جانب وجود تكدّم أو ضربة في منطقة الشفة السفلية من الناحية اليسرى، ووجود آثار للأسنان على الشفة السفلية من الخارج في الموقع نفسه.

وبينت نتائج التشريح أيضاً وجود ضربة في فروة الرأس، تقع أسفل الزواية من الحاجب الأيسر بأبعاد سنتيمتر ونصف سنتيمتر، وضربة بطول ثلاثة سنتيمترات في الجهة الأمامية، وأخرى بأبعاد سنتيمتر ونصف سنتيمتر تحت الجلد، من الجهة اليسرى للعنق، إضافة إلى وجود علامات إنعاش على الصدر.

وأشار قراقع إلى "عدم وجود أية علامات مرضية في كافة أعضاء الجسم، والقلب سليم، كذلك لا توجد أية علامات لربط العنق، ولا للشنق على الاطلاق"، لافتاً إلى أنّ "عضلات العنق خالية من الاصابات، والعظم في الرقبة سليم أيضاً، وهذا ينفي رواية الاحتلال الاسرائيلي الكاذبة والمضلّلة، والتي ادّعت بأن الشهيد أقدم على الانتحار".

وأكّد أنّ "سبب الوفاة الرئيسي، بحسب الأطباء الثلاثة، الذين أشرفوا على عملية تشريح الجثمان، هو وجود ارتجاج دماغي، أدّى إلى حدوث صدمة عصبيّة وتوقّف الأجهزة التنفسيّة، نتيجة التعذيب والضرب الشديد".

واتهم قراقع الاحتلال الاسرائيلي، وجهاز المخابرات بالتحديد، بقتل الأسير الجعبري عمداً، وتحت سبق الإصرار، مؤكداً أنّ المعلومات التي لديه مصدرها أحد الأسرى، الذين كانوا يرافقون الشهيد أثناء عملية نقله من سجن عوفر إلى سجن الرملة، ثم إلى سجن إيشل، حيث رفض الجعبري النزول من البوسطة (وسيلة نقل الأسرى بين السجون).

وأضاف أن قوات "النحشون"، التي تشرف على البوسطة والمعروفة بقمعيتها واعتداءاتها على الأسرى، ضربت الشهيد ضرباً شديداً، قبل سحبه إلى داخل سجن ايشل، تحت وطأة الضرب والتعذيب، وهو ما أظهرته علامات الضرب الشديد على الرأس والوجه وأنحاء متفرقة من الجسد.

وأشار إلى "أن الرواية الإسرائيلية، التي ادعت أن الجعبري شنق نفسه، فُبركت بطريقة مخابراتيّة، لتضليل وخداع العالم، وحمّلها المسؤولية عن مقتله. وتعهّد بأنّه سيتعاون مع الحكومة الفلسطينية، لكي لا تمرّ هذه القضية مرور الكرام، وبأن الفلسطينيين سيقاضون ويلاحقون المسؤولين الاسرائيليين، الذين ارتكبوا الجريمة وحاولوا إخفاء الحقيقة".

وتحدّث عن محاولة الاحتلال الاسرائيلي تضليل الحقيقة، من خلال إجراء تشريح للجثمان في معهد الطب العدلي الاحتلالي "أبو كبير"، لكن الفلسطينيين طالبوا بوجود أطباء فلسطينيين وعائلة الشهيد. وتذرّع الاحتلال بوجود أزمة في معهد التشريح، ثم سلّم الجثمان، بعد تهديد مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني، صابر العالول، إن أدلى بنتائج التشريح الحقيقيّة.

المساهمون