الهجرة حلم الشباب الأفريقي رغم المخاطر

23 يناير 2016
ندوة الهجرة في موريتانيا (و أ م)
+ الخط -

اعتبر باحثون موريتانيون أن الإستراتيجية الموريتانية لمحاربة الهجرة غير الشرعية حققت نتائج مهمة، خاصة بعد إرساء مقاربة أمنية جديدة، تقوم على إعادة نشر قوات الأمن على نقاط على طول الحدود، وضبط وتنقيح الحالة المدنية عن طريق تأمين الوثائق وتسجيل المهاجرين.

وشهدت ندوة "الهجرة..الأسباب والدوافع" التي نظمها مركز ابن خلدون للثقافة والحوار، بالتعاون مع مؤسسة هانس سايدل الألمانية، مشاركة مكثفة للباحثين والخبراء الذين سلطوا الضوء على ظاهرة الهجرة، من خلال عروض تناولت مفهوم الهجرة وتاريخها، والأبعاد الاقتصادية للهجرة الخارجية، والإستراتيجية الموريتانية لتسيير الهجرة والمسارات المختلفة للهجرة عبر قراءة في الضوابط التشريعية والنصوص القانونية.

كما تناولت الندوة محاور مرتبطة بالأبعاد الجيوستراتيجية للهجرة بوجه عام، وهجرة الشباب على وجه الخصوص، فضلا عن الهجرة الداخلية في موريتانيا.

وقال سيدي محمد ولد ابن عمر، مدير مكتب الهجرة بوزارة الداخلية، إن موريتانيا تحاول أن تجعل من الهجرة ظاهرة ايجابية عبر تطبيق برنامج متكامل، يأخذ في الحسبان الأسباب والدوافع الكامنة وراء انتشار الظاهرة.

ودعا إلى الالتفاف حول سياسة الحكومة في هذا الصدد، ودعم الجهود التي توليها السلطات العمومية في موريتانيا لتسيير الظاهرة، مشيدا في هذا الصدد بنجاعة الإستراتيجية الوطنية لتسيير الهجرة.

بدوره، قال يوخين لوباح، من مؤسسة هانس سايدل الألمانية، إن الظاهرة تعود لانعدام العدالة وغياب تساوي الفرص الذي يدفع مئات المهاجرين إلى المخاطرة بأرواحهم وركوب البحر طمعا في ما يسمونه بالفردوس الموعود.

ونبه لوباح إلى أهمية وجود سياسات وبرامج لتسيير الهجرة، والبحث في أسبابها ومعالجة ما تطرحه من إشكالات.

كما أوضح محمد محمود ولد سيد أحمد، رئيس مركز ابن خلدون للثقافة والحوار، أن الهجرة تشكل ظاهرة إنسانية ألفتها البشرية عبر تاريخها الطويل؛ قبل أن تصبح أكثر تعقيدا في عالم اليوم بسبب تعدد أبعادها وتداخل أسبابها وتشابك آثارها.

ونبّه من أنّ الشباب يمثلون الفئة الأكثر عرضة اليوم للهجرة من جنوب الكرة الأرضية الأكثر فقرا باتجاه الشمال الغني، مشيرا في هذا الصدد إلى أنها شكلت حلما يولد مع الشباب وينمو معه ويكبر؛ رغم المخاطر المحدقة بالظاهرة، والتي عادة ما تكون نهايتها غير محسوبة.

واعتبر أن الهجرة بما تمثله من إشكالية في عالم اليوم تشكل الهم الأكبر للدول والحكومات بحيث تتفاوت المقاربات بشأنها من بلد لآخر، خاصة بين دول المصدر والمستقر. ودعا إلى فهم الظاهرة واستيعاب الأسباب الكامنة وراءها، والبحث بجدية في الدوافع المؤدية إليها من أجل احتواء مخاطرها، والبحث عن الحلول المناسبة لها.


اقرأ أيضا:المهاجرون الأفارقة.. المغرب وجهة مؤقّتة تكتنفها العنصرية

المساهمون