بان يدافع عن العدوان.. وإسرائيل تبتزّ بصفّارات الإنذار

10 يوليو 2014
منصور يطالب بوقف المجزرة الإسرائيلية (دون عميريت/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

استغل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، جلسة مجلسة الأمن لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، ليعلن دعمه للعدوان، محملاً الفصائل الفلسطينية مسؤوليته، فيما دعا السفير الفلسطيني، رياض منصور، للعمل فوراً على إيقاف العدوان.

وقبل أن تتحول الجلسة إلى مغلقة ليستمر نقاش الوضع في الأراضي الفلسطينية والتشاور حول الخطوات اللازم اتخاذها، دعا بان إلى وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، مشدداً على أن "الأمر ملح أكثر من أي وقت مضى للعمل على التوصل إلى أرضية تفاهم للعودة إلى التهدئة وإلى اتفاق لوقف إطلاق النار". وأكد دعوته "الطرفين إلى اقصى درجات ضبط النفس".

وسعى بان جاهداً إلى تحميل فصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن تصعيد الأوضاع، بالقول إن "المنظمات الفلسطينية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قامت بإطلاق أكثر من 500 صاروخ من غزة تجاه إسرائيل، وقامت قوات الدفاع الإسرائيلية بأكثر من 500 هجوم على غزة مستهدفة بشكل أساسي عناصر حركتي (الجهاد) و(حماس) وأماكن وجودهم".

وأشار إلى أن عدد الضحايا من الفلسطينيين بلغ "بحسب التقارير 88 فلسطينياً، أغلبهم من المدنيين، إضافة إلى أكثر من 339 جريحاً"، مضيفاً أنه "تم تدمير 150 بيتاً حتى الأمس، مما يترك نحو 900 شخص مشرد". وتحدث عن الصواريخ التي "هددت المدن الإسرائيلية ووصلت إلى مناطق في القدس (المحتلة) وخضيرة وتل أبيب وأشكلون، وأدت إلى جرح إسرائيليين".

وقال إنه "لا يزال من الممكن منع الهجوم البري الإسرائيلي إذا توقفت (حماس) عن ضرب الصواريخ تجاه إسرائيل"، مناشداً الطرفين "بسياسة ضبط النفس ووزن المخاطر الناتجة عن التصعيد".

كما تحدث بان عن مجموعة من الاتصالات أجراها مع قادة المنطقة، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكل من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مطالباً إياهم بالعمل والضغط على الأطراف كافة "من أجل عودة الهدوء".

من جهته، شدد المندوب الفلسطيني على أن المجلس سيكون شريكاً في الجرائم إن لم يتخذ الخطوات اللازمة لحماية الفلسطينيين. ودعا المجلس  للتوصل  إلى نداء لوقف إطلاق النار "ووقف المجزرة والهجوم على المدنيين الفلسطينيين في سائر أرجاء الأرض المحتلة، وخاصة غزة".

وطالب المجلس بالعمل فوراً على "حماية أرواح المدنيين في فلسطين المحتلة"، وقال إنه يتحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني "الذي يعاني الموت والدمار والصدمات، والإرهاب الذي يمارس ضده عن نية وخبث على يد القوى القائمة بالاحتلال، القوى الإسرائيلية، أمام أعين العالم أجمع".

ووجه منصور الانتقاد لمجلس الأمن لعدم إصداره بياناً يشجب ما يُقترف بحق الشعب الفلسطيني، غير البيان الذي أُصدر بعد حرق الشاب الفلسطيني، محمد أبو خضير، مؤكداً أن "الحالة الإنسانية في غزة متدهورة للغاية، ليس بسبب الهجمات الأخيرة فقط، ولكن بسبب الاحتلال والحصار".

في غضون ذلك، أتت كلمة سفير الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروسور، في ختام الجلسة المفتوحة للمجلس. وكالعادة، ألقى السفير الإسرائيلي المسؤولية في كلمته على حركة "حماس"، واصفاً الوضع في فلسطين بأنه تهديد من قبل الحركة الإسلامية.

 

وفي خطوة تهدف لإثارة مشاعر أعضاء المجلس، فاجأ السفير الإسرائيلي الحضور بإسماعهم دوي صفارات الإنذار التي تطلق بعد إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وقال إن "الإسرائيليين يحتاجون فقط 15 ثانية للجوء إلى الملاجئ" وتحدث عن ما سمّاه "معاناة الإسرائيلين والضغط النفسي الذي يشعرون به".

وبرر الهجمات الإسرائيلية العسكرية على قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنها جاءت رداً على اختطاف المستوطنين الثلاثة.

وهاجم بروسور، السفير الفلسطيني، وقال إن "ممثل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة يجلس هنا ويجرؤ على الدفاع وحماية "حماس" ويتحدث بالنيابة عنها ولم يشر إلى الصواريخ التي تطلقها (حماس) علينا".

وكانت جلسة مجلس الأمن قد جاءت بناءً على طلب فلسطيني، مدعوم من الكتل السياسية الكبيرة في المجلس، وهي جامعة الدول العربية، ودول عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى دعم من اللجنة المعنية لممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير قابلة للتصرف، كما دعم عقد الجلسة بان كي مون.

وتستمر المباحثات في مقر مجلس الأمن في نيويورك حول الخطوات اللازم اتخاذها من أجل التوصل إلى هدنة جديدة. ومن غير الواضح ما إذا كان المجلس سيصدر قراراً يدين العدوان الإسرائيلي أم سيكتفي ببيان صحافي يشجب تطورات الأوضاع.

المساهمون