عبد الرؤوف المقدمي: عودة إلى خليل الوزير

22 نوفمبر 2015
(خليل الوزير)
+ الخط -

"كانت الساعة تشير إلى العاشرة والربع صباحاً، عندما سمع سكان منطقة حمام الشط والمناطق المجاورة أزيزاً غير عادي لطائرات تحلق على ارتفاع منخفض. إنه مفتتح أكتوبر 1985".

هكذا، من عملية القصف الإسرائيلي لإحدى ضواحي العاصمة التونسية، يبدأ سرد الكاتب الصحافي الراحل عبد الرؤوف المقدمي  لقصة اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد). ملف لا يزال محاطاً بالكثير من الأسرار، خصوصاً أن الكثير من شظايا حقيقته لا تزال مخبأة في أماكن عدة.

اليوم، ومع مرور الذكرى الأولى لرحيل المقدمي، وزّعت جريدة "الشروق" التونسية (التي كان يرأس تحريرها) كتاب "ولولة في ليل تونس الساكن: قصة اغتيال خليل الوزير". يحاول المقدمي وضع سياق عام للجريمة في الفصول الأولى: "طيور ظلام تضرب في وضح النهار" و"لقاء السفير الأميركي بالرئيس الغاضب" و"تحييد الكوبري وضرورة الانتصار الدبلوماسي".

يفتح المقدمي أفقاً على الأوضاع السياسية في تونس، واحتضانها لقيادات منظمة التحرير الفلسطينية منذ خروجهم من بيروت (1982) مبرزاً في الأثناء تفاصيلَ من اللعبة الدولية التي تُراكم في ذهن القارئ سياقاً يقوده إلى عملية الاغتيال التي يسرد تفاصيل منها في فصول "منطقة ساحرة، مفتوحة ومكشوفة" و"ولولة وصياح يشقان ليلة هادئة" و"إلى البحر فرّوا".

يبدو عمل المقدمي أقرب إلى مجموعة مشاهد متفرقة، تضيء من مواقع مختلفة نقطة جوهرية معطياً في الأثناء مساحة للعناصر الشخصية التي تتداخل في لعبة القيادة والسياسة والصراعات الدولية والمخابرات، هذا إضافة إلى أنه يقترح مقارنات بين واقع تونس "المخترق" أمس، وواقعها اليوم.  


اقرأ أيضاً: الملصق الفلسطيني: ذاكرة ملونة للمقاومة

المساهمون