في مدينة بنش، يتزود الأهالي العائدون بالماء من خلال الصهاريج، نظراً لتضرر شبكات المياه، بينما أُعيد تشغيل مولدات الكهرباء. ويؤكد أحمد السيد لـ"العربي الجديد"، أن الحياة عادت إلى طبيعتها في مدينته التي لم يغادرها، رغم القصف الذي تعرضت له، موضحاً أن "المدينة تقع على خط التماس مع قوات النظام، ويمكن أن تتعرض للقصف في أي وقت، ما دفع المنظمات الإنسانية إلى تعليق عملها فيها".
وقال المساعد في مكتب التربية والتعليم في بنش، بشار عمارة، لـ"العربي الجديد"، إن "الدعم المتوافر للمجلس المحلي في المدينة محدود، والتحديات كبيرة، في ظل نقص الخدمات، والعجز عن تغطية النفقات، ورغم ذلك عقدت عدة اجتماعات لمواجهة أي تفشٍّ محتمل لفيروس كورونا في المدينة".
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن النازحين الذين قصدوا مناطق الريف الشمالي في محافظة إدلب يعودون تدريجاً إلى مناطقهم حالياً، خاصة نازحي أريحا وجبل الزاوية. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من العائدين بدأ زراعة أرضه.
في المقابل، أوضح الناشط أحمد الخطيب، أن عودة الأهالي مرهونة باستمرار الهدنة، مضيفاً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك حالة حذر يعيشها العائدون، خاصة مع مخاوف تجدد القصف، وإجبارهم على النزوح مجدداً، وهذه تجربة تكررت مراراً في العامين السابقين".
وأشار مدير فريق "منسقو الاستجابة"، محمد حلاج، إلى أن "المشكلة الأهم بالنسبة إلى العائدين إلى مناطقهم تتجسد في أزمة غياب الخدمات"، ووثق الفريق في إحصائية صادرة عنه اليوم الثلاثاء عودة 109714 شخصاً، فيما يبلغ عدد النازحين الكلي نحو مليون و41 ألف نازح.
وتعرّض مخلفات الحرب حياة المدنيين للخطر، ومثلها المباني المتصدعة والمهددة بالسقوط، فضلاً عن ضعف الخدمات الطبية، وخروقات النظام وروسيا المتواصلة للهدنة أو اتفاقات وقف إطلاق النار.