دخلت الحكومة اللبنانية مرحلة تصريف الأعمال، أمس الاثنين، مع تركيز كل الأطراف السياسية، على جلسة البرلمان غداً الأربعاء، والتي سيتمّ فيها انتخاب الرئيس الحالي للمجلس النيابي، نبيه بري، لولاية جديدة، هي السادسة له منذ عام 1992 من دون انقطاع، بينما يستمرّ الصراع بين الثلاثي إيلي الفرزلي والياس بو صعب (تكتل التيار الوطني الحرّ) وأنيس نصّار (القوات اللبنانية)، على مقعد نيابة رئاسة البرلمان المخصص بحسب التوزيع الطائفي السياسي في لبنان، لطائفة الروم الأرثوذكس. وفي الوقت الذي بدا فيه الحديث خافتاً عن الحكومة وحقائبها، بدا أن العنوان الأساسي في تشكيلها هو حزب الله، في ظلّ الانعكاس المحتمل للعقوبات الأميركية ــ الخليجية الجديدة على إيران وعليه بجناحيه السياسي والعسكري على تركيبة الحكومة.
في معركة نيابة رئاسة البرلمان، بدا موقفان أخيران لافتين. الأول لرئيس الحكومة المستقيلة، سعد الحريري، الذي لمّح في خطاب أخيرٍ له إلى احتمال "عدم انتخاب الفرزلي لنيابة رئاسة البرلمان لارتباطه بالنظام السوري". مع العلم أن الحريري نفسه سينتخب وكتلته، بري الدائر في الفلك السوري، رئيساً للبرلمان. الموقف الآخر هو للنائب السابق، وليد جنبلاط، الذي "سيوصي" كتلة نجله النائب تيمور، بالتصويت للفرزلي، رغم أن جنبلاط كان حليفاً للقوات في الانتخابات، لا بل إن نصّار بالذات فائز عن دائرة عاليه ـ الشوف باسم التحالف بين القوات وجنبلاط من جهة، كما أن الفرزلي كان خصماً في الانتخابات، في البقاع الغربي ـ راشيا، ضد لوائح جنبلاط من جهة أخرى.
ومن شأن دخول حزب الله الحكومة طرح احتمالات عدة، حول مواصلة أطراف مؤتمر "سيدر" (باريس 4) تمويلهم للبنان، أو حتى في شأن اعتبار بعض الدول أن "لبنان بات في ظلال حزب إرهابي"، مع ما قد يعنيه من قطع للعلاقات أو سحب الودائع المالية أو منع السياح من زيارة البلاد. هنا، يبدو موقف الحريري صعباً، فالرجل أضحى في مكان ما، في مستوى آخر من علاقاته الداخلية في سياق تياره، في ظلّ الإقالات التي قام بها، عقب انتهاء الانتخابات النيابية في 6 مايو/أيار الحالي، أو في سياق العلاقة المتجددة مع السعودية، والتي تُرجمت بإفطار أخير للسفارة السعودية في بيروت، كان الحريري نجمه الأول. كما أن الحريري أمامه ملف أساسي وهو اللاجئون السوريون، والذي تفيد المعلومات بأن الرباعي، حزب الله وأمل والتيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، موافق على التحاور مع حكومة النظام السوري لعودة اللاجئين إلى ديارهم، بينما يبدو الحريري متردداً في فكرة التحاور مع النظام السوري.