وقال البيان، الذي وقع عليه ناشطون وسياسيون من شرائح مختلفة، إنه قد "اقتضت التوازنات الدولية والإقليمية أن تَدفع المعارضة وقوى الثورة إلى عقد مؤتمر جديد بحجة توحيدها، وهي الذريعة التي يرددها المجتمع الدولي منذ انطلاق ثورة السوريين المباركة في آذار (مارس) من عام 2011، بهدف تطويع المعارضة وإجهاض تطلعات السوريين".
وأضاف: لقد بذل السوريون في ثورتهم الغالي والنفيس بصبر وثبات لاسترجاع الحرية والكرامة، وحريٌّ أن يكون ذلك بوصلة لكل من يتصدر تمثيلهم، وفي هذا المؤتمر الذي قدر لكم أن تكونوا فيه موضع تمثيل السوريين في مرحلة مفصلية من تاريخ ثورتنا وشعبنا، فإننا واستناداً إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم، نطالبكم بالالتزام بروح المسؤولية الوطنية والأخلاقية التي تمليها عليكم تضحيات السوريين وعذاباتهم.
وعدد البيان لائحة بما قال إنها "ثوابت أساسية لتحقيق مطالب الشعب السوري الثائر"، كان أولها أن "رحيل بشار الأسد وزمرته المجرمة مطلب ثابت، لا يجوز لأحد التراجع عنه أو الالتفاف عليه بالصمت، ولا يمكن القبول بأي دور له مع بدء المرحلة الانتقالية ولا في ما يليها، والالتزام بعملية الانتقال السياسي المستندة إلى المرجعية الأممية، والمتمثلة بهيئةٍ حاكمةٍ انتقاليةٍ ذات صلاحيات كاملة، تمارس كامل السلطات في الدولة وفق إعلان دستوري انتقالي، يصوغه السوريون، وتكون هي التعبير الوحيد للسيادة السورية وفق بيان جنيف1، والقرار 2118 لعام 2013، والقرارات الدولية ذات الصلة، وبيان مؤتمر الرياض الأول".
وشملت القائمة قضية المعتقلين والمغيبين قسرياً والمهجرين والمحاصرين، التي اعتبر القائمون على البيان أنها "التزام قانوني غير قابل للتفاوض، وعلى النظام تتفيذه فوراً وفقاً للقرار 2254، ولا يمكن للعملية السياسية أن تنجح ما لم يتم تتفيذ الفقرات 12 و13 و14 من القرار المذكور في بداية العملية التفاوضية".
وتابع البيان: استقلال القرار الوطني السوري له الاعتبار الأعلى، كونه الضمانة الوحيدة لتحقيق تطلعات السوريين، وشرعية أي ممثل للسوريين تُستمد بالدرجة الأولى من عمق التزامه بمصلحة وطنه وشعبه وثورته. وإننا نطالبكم بشدة بالتمسك بهذا المعيار.
وبخصوص الوجود الإيراني في سورية، أكد البيان أن اجتثاث الوجود الإيراني الطائفي في سورية، الذي يهدد استقرار بلادنا ودول المنطقة، لا يتحقق إلا بزوال نظام الأسد.
واعتبر أن "منصة موسكو" هي "منصة صنعتها روسيا الدولة المحتلة وحليفة نظام الأسد، لاختراق المعارضة وتمزيق صفوفها، وأولى بها أن تكون في صف النظام، وإن قبولها بين صفوف المعارضة، وبشكل خاص في وفدها المفاوض، هو قبول لتمثيل النظام نفسه مع المعارضة وقوى الثورة، بهدف تحويل قوى الثورة إلى أقلية في الوفد المفاوض. إننا نحثكم بوضوح على رفض أي تمثيل لمنصة موسكو في الوفد المفاوض".
واختتم البيان بمطالبة "من تمت دعوتهم لحضور مؤتمر الرياض 2، أن يكونوا على مستوى طموحات وتضحيات شعبهم، ويواجهوا الضغوط التي تمارس عليهم من مختلف القوى أياً كانت تلك القوى، بصمودِ وإصرارِ السوريين على أرضهم، والذي غدا مضرباً للمثل في العالم، ولا يبنوا خياراتهم وقراراتهم على معطيات آنية زائفة، ولا يقبلوا بأي مخرجات قد تنجم عن المؤتمر تتجاوز الثوابت آنفة الذكر".
(العربي الجديد)