ازدهار صادرات الاحتلال الأمنية رغم كورونا

08 يناير 2021
تواصل الصناعات الأمنية الإسرائيلية إبرام صفقات جديدة بوتيرة عادية (فرانس برس)
+ الخط -

كشف تقرير لصحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية عن أن الصناعات الأمنية الإسرائيلية تواصل إبرام صفقات جديدة بوتيرة عادية رغم كورونا، فيما كشف "بنك إسرائيل المركزي" أنه اشترى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عملات أجنبية بقيمة 4.4 مليارات شيقل لدعم الدولار.

وكشف تقرير "مكور ريشون"، المقربة من التيار الديني الصهيوني الاستيطاني، أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية بفعل جائحة كورونا، تواصل الصناعات الأمنية الإسرائيلية إبرام صفقات جديدة بوتيرة عادية، بل وحتى الإفادة عن نمو وتصاعد في الصفقات الجديدة.

فقد أقرت مديرية "حوماه" في قسم التطوير والبنى التحتية في وزارة الأمن الإسرائيلية، بأنها سلمت هذه الأيام بطارية ثانية لمنظومة "القبة الحديدة" التي طورتها سلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية "رفائيل" للجيش الأميركي وذلك وفقا للاتفاقية بين وزارة الأمن الإسرائيلية والبنتاغون.

وأشار التقرير إلى أن الصفقة المذكورة كانت قد وقِعت في أغسطس/ آب 2019، فيما جرى تسليم الجيش الأميركي البطارية الأولى في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال التقرير إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، ففي هذه الأيام، وفي أوج أزمة جائحة كورونا، يتم العمل على صفقة أمنية واسعة ونسجها بين وزارة الأمن الإسرائيلية واليونان.

ويشمل الاتفاق الذي سيبرم بين تل أبيب وأثينا، إقامة مركز لتدريبات الطيران لسلاح الجو اليوناني على مدار 20 عاما، من قبل شركة "ألفيت"، بقيمة تصل إلى 1.68 مليار دولار.

كما تشمل الصفقة شراء 10 طائرات من طراز M-346 (لافي)، ومساعدة في تحسين وتطوير طائرات من نوع T-6، وتزويد منظومات محاكاة لتدريب الطيران وإرشاد ولوجستيات. وتعد هذه الصفقة، بحسب التقرير، الكبرى من بين الصفقات التي أبرمت مع اليونان.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن البلاغ الذي وصل من الحكومة اليونانية أخيرا أقر بفوز إسرائيل بمناقصة دولية لإقامة المركز المذكور لصالح سلاح الجو اليوناني، وهو ما يمكن الطرفين من التقدم في المفاوضات للتوقيع على العقد.

إلى ذلك، قال التقرير إن الصناعات الجوية الإسرائيلية أعلنت هذا الأسبوع عن فوزها بمناقصة لتحسين طائرات لكوريا الجنوبية بكلفة تبلغ 50 مليون دولار . ويشمل هذا الفوز في المناقصة أيضا تحسين وتطوير 3 طائرات مختلفة بحوزة سلاح الجو الكوري الجنوبي.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن مجال بيع السلاح شهد هو الآخر انتعاشا، فقد أعلنت شركة رفائيل هي الأخرى أنها تلقت طلبيات بقيمة 200 مليون دولار لتزويد منظومات تسليح جو- أرض من نوع "براد" وصواريخ مضادة للطائرات "سبايك" لدولة في جنوب آسيا لم تكشف عنها.

ويأتي هذا التقرير  ليؤشر لتحول في انتعاش التصدير الأمني الإسرائيلي، بعد أن كانت تقارير سابقة قد أشارت خلال العام 2020 إلى أن هذا التصدير من دولة الاحتلال شهد في العامين 2019 و2018، قبل ظهور جائحة كورونا، تراجعا كبيرا مقارنة بالعام 2017، وبلغ التراجع نحو  5%، أي ما يوزاي 7.2 مليارات دولار، بحسب تقرير لموقع كالكاليست الإسرائيلي، نشر في يونيو/ حزيران من ذلك العام.

وأشار تقرير كالكاليست نقلا عن رئيس قسم التصدير في وزارة الأمن العقيد يئير كولس، إلى أن "العام 2019 امتاز بزيادة كبيرة في عدد الصفقات التي تم توقيعها، ونحن نشاهد اتجاها نحو تقليص ميزانيات الأمن في العالم على أثر أزمة كورونا، وسنضطر لبذل جهود لتحويل هذه الأزمة إلى فرصة". 

ولفت إلى أن العام 2019 تميز أيضا بإبرام صفقات بين  الحكومات مباشرة، حيث ارتفع حجم هذه الصفقات إلى 635 مليون دولار مقابل 421 مليون دولار في العام 2018، و276 مليون دولار في العام 2017.

وأوضح كولس في تقرير كالكاليست أن "الصفقات بين الحكومات تستخدم في بعض الدول كقناة للالتفاف على الحاجة لمناقصات طويلة، وتتم في دول أخرى كجزء من مكافحة الرشاوى والفساد. هذا الاتجاه متواصل أيضا في العام 2020، ونحن على اعتاب إبرام صفقات مع حكومات بقيمة 700 مليون دولار".

المصرف المركزي يتدخل لدعم الدولار

على صعيد آخر، كشف بنك إسرائيل المركزي، الخميس، أنه اشترى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عملات أجنبية بقيمة 4.4 مليارات شيقل، فيما تجاوز احتياطي العملات الأجنبية في نهاية 2020 ما مجموعه 173 مليار دولار ، بزيادة أكثر من 6.3 مليارات مقارنة بنوفمبر/ تشرين الثاني، وبارتفاع يتجاوز 40% مقارنة بنهاية 2019، حيث كان احتياطي العملات الأجنبية يناهز 126 مليار دولار، بما يوازي 43.3% من الناتج القومي العام.

وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أنه على الرغم من عملية الشراء المكثفة للعملات الأجنبية على أمل أن يساعد "المركزي" المصدرين لمواجهة قوة الشيقل، إلا أن الدولار يواصل التهاوي، وبلغ سعر صرفه أمس أقل من 3.2 شيقل للدولار.

 
المساهمون