جماعة الإخوان المسلمين في سورية تعلن "فرحها" باغتيال نصر الله

29 سبتمبر 2024
مسيرة في طهران تنديداً باغتيال حسن نصر الله، 28 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتفال المعارضة السورية: عبرت جماعة الإخوان المسلمين والمجلس الإسلامي السوري عن فرحتهم بمقتل حسن نصر الله في غارات إسرائيلية، معتبرين ذلك انتصاراً ضد العدوان الطائفي.
- موقف المجلس الإسلامي السوري: أكد المجلس أن فرح الشعب السوري بمقتل نصر الله مبرر شرعاً وأخلاقاً، مشيراً إلى جرائم حزب الله ضد السوريين، ورفضه للمشروعين الصهيوني والإيراني.
- تداعيات الموقف: يرى مراقبون أن موقف الإسلاميين يعكس محاولة للتماهي مع الروح الشعبوية، مما قد يعزل المعارضة السورية ويعرض اللاجئين السوريين في لبنان لردات فعل سلبية.

انضمت جماعة الإخوان المسلمين في سورية إلى "المجلس الإسلامي السوري الأعلى" في التعبير عن "فرحها" بمقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة، ليلتحق كلاهما بشريحة من سوريين محسوبين على المعارضة ممن احتفوا أيضاً باغتيال نصر الله، بسبب وقوف حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد. وقال بيان لإخوان سورية، أمس السبت، إنهم تلقوا "كما الشعب السوري الحر، وسائر الأحرار في الوطن العربي والإسلامي، المكلوم بنار المشروع العدواني الإيراني الطائفي البغيض، بعظيم الفرح والسرور، نبأ هلاك المجرم حسن نصر الله، زعيم تنظيم حزب اللّٰه الطائفي اللبناني، ومجموعة أخرى من قيادات الحزب الوالغ بدماء الشعب السوري".

واعتبر بيان الجماعة أن هذا الموقف يتسق تماماً مع أدبيات الجماعة ومواقفها ضد "البغي والعدوان الطائفي على شعبنا السوري، الذي رعاه نظام إيران طوال الفترة الماضية، والتي كان حزب الله محرّكاً أساسياً فيها". وفي محاولة للعثور على مساحة للتباعد عن موقف الاحتلال الإسرائيلي المنتشي باغتيال نصر الله، تحدث بيان الجماعة عن "الولاء التام لفلسطين وغزّة والمقاومة البطلة فيها، ولأهلنا وأشقائنا في لبنان، ممن لم ينخرطوا في مشروع القتل والإبادة الطائفية التي مارسها حزب إيران في سورية"، معتبراً أن مقتل نصر الله فيه "بشرى بهلاك الطاغية المجرم بشار الأسد وأعوانه من نظام القتل والإبادة".

وفي بيان مشابه تقريباً، قال المجلس الإسلامي السوري، أمس، إن "فرح الشعب السوري بهلاك المجرم حسن نصر الله وقادة حزبه المجرمين، جائزٌ وله ما يبرره شرعاً وأخلاقاً"، لأن "الشعب السوري لا يمكن أن ينسى من قتلوا الأطفال والنساء بحصارهم جوعاً وعطشاً، وذبحاً بالسكاكين"، وفق البيان. كما ذكّر المجلس بما سمّاه تدنيس مقاتلي حزب الله المساجد ورفعهم على مآذنها شعارات طائفية وقتل المصلين والمشاركة في تهجير الملايين.

وقال البيان إن الشعب السوري كان يود "أن يكون الثأر لهؤلاء الأبرياء المكلومين من أولئك المجرمين على يده، لكن الله شاء أن يسلّط على الظالمين ظالماً مثلهم، وفي ذلك عبرة للطغاة والظالمين جميعاً". وتابع بالإشارة إلى أنه للمجلس "موقف ثابت في رفض المشروعَيْنِ الطامعَيْن في المنطقة: المشروع الصهيوني، ومشروع الوليّ الفقيه"، معتبراً أن إيران تقف متفرجة "أمام العربدة الصهيونيّة في غزّة ولبنان"، ولم تقدّم شيئاً سوى "الجعجعة الفارغة".

ويرى مراقبون أن موقف الإسلاميين في سورية يعكس محاولة للتماهي مع الروح الشعبوية التي تسود لدى شريحة من السوريين، عبر المبالغة في "الشماتة" بقتلى حزب الله في مواجهة إسرائيل، وهو ما قد يساهم في مزيد من العزلة للمعارضة السورية على الصعيد الشعبي العربي، حيث المزاج العام هو ضد العدوان الإسرائيلي، بغض النظر عن الطرف الآخر الذي يقع عليه العدوان، خاصة أن الحرب الإسرائيلية على حزب الله تأتي بسبب موقفه المناصر لقطاع غزّة والشعب الفلسطيني، وهو ما يجعل هذا الموقف الذي عبّر عنه هذان الجسمان الإسلاميان معزولاً ومستهجناً في المنطقة العربية. يضاف إلى ذلك أن هذا الموقف لا يلقي بالاً لظروف مليون ونصف مليون سوري لاجئين في لبنان، ما قد يعرّضهم لردات فعل سلبية من الموالين لحزب الله، وذلك كله يغذّي في المحصلة الروح الطائفية في المنطقة التي تتعرّض لهجمة إسرائيلية شرسة.