يبدو على أبواب تلك البيوت العجز وهي تنتظر عودة أطفالها، ليحرّكوا ذاك السكون والصمت القاتلَين، ليعودوا ويفتحوا الأبواب والنوافذ المغلقة، ليزيحوا بيوت العنكبوت، لينبت الزهر وتعلو الأشجار مروية بضحكاتهم قبل الماء.
يظن الأطفال أنّه بات عليهم أن يكونوا جاهزين لتلك العدسة التي تخلّد لحظات طفولتهم التي يقضونها في ساحات المخيمات، وفي آخر الليل ينامون تحت خيمةٍ ستبقى معالمها عالقة في أذهانهم.
أخاف الطائرات التي تختفي بين الغيوم، لا أحب أن أكون في السماء، أحب السرافيس التي تأخذني إلى قامشلو، أحب أن أذهب إلى عين ديوار، لا أحب الأبواب الإلكترونية في المطارات، لدي جواز سفر لم أستعمله حتى الآن، أحبّ مدينتي.
كم من أبو إبراهيم أنجب وربّى، قضوا أصعب الأيام حتى كبر الأطفال، وفي كبرهم لم يجدوا أحداً بجانبهم، تمضي أيامهم من دون أن يسأل أحد عنهم تنهكهم الوحدة القاتلة.
تشبه حكاية العم محمد والخالة نائلة حكاية مسنين كثيرين ممن غدر بهم الزمن، كما غدر بهم أبناؤهم، لا يخفى أنّ محمد ونائلة جزء من مجتمع يفرح بالمولود، إذا كان ذكراً، ويحزن ويخجل إذا كان أنثى.