في يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت شركة "آبل" عن تراجع إيراداتها نتيجة تدني مبيعات هواتف "آيفون" والخلاف التجاري مع الصين، لكن صافي أرباحها بقي في مستواه مدعوماً بنمو الخدمات التي تقدمها ومنها الموسيقى والأفلام والتطبيقات، مما يفسر توجهها نحو إطلاق خدمة للبث التلفزيوني والأفلام عبر الإنترنت تحت اسم "آبل تي في بلاس" Apple TV+، خلال مؤتمرها السنوي الذي شارك فيه نجوم هوليوود، يوم الإثنين، في كاليفورنيا.
وقد أفاد موقع "فورتشن" بأن إيرادات "آبل" من الخدمات وصلت إلى 10.9 مليارات دولار أميركي في الربع الأول من عام 2019 الحالي مقارنة بـ 5 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2015.
ويعدّ عزم الرئيس التنفيذي في "آبل"، تيم كوك، على دخول مجال خدمات البثّ المدفوعة محفوفاً بالمخاطر، حيث يواجه منافسة شرسة من منصات سبّاقة أثبتت حضورها، وأبرزها "نتفليكس" و"أمازون". لكن صراع خدمات أخرى في المجال نفسه لإيجاد عملاء أوفياء، مثل "دايركت تي في ناو" و"يوتيوب تي في" تعني إلى حدّ ما أن الشركة لم تتأخر كثيراً.
ويحقق المجال حضوراً ملحوظاً. إذ في استطلاع جديد أجرته وكالة التسويق الرقمي "ديجيتاس" Digitas، قال 34 في المائة من المشاركين إن "لا غنى لهم عن الاشتراكات في منصات بثّ الفيديو"، وهي نسبة مرتفعة في فضاء لا يزال في طور النمو.
المحتوى المنتظر
تحتاج "آبل" إلى إغراء المتابعين بمحتوى حصري مميز كي تكون قادرة على مواجهة منافسيها، وهي تدرك هذا الشرط جيداً.
وفي هذا السياق، أنفقت الشركة ملياري دولار أميركي في هوليوود، لإنتاج محتواها الخاص الذي ضم نجوماً عديدين، بينهم الإعلامية أوبرا وينفري التي ستقدم فيلمين وثائقيين يتطرقان إلى التحرش الجنسي في مكان العمل والصحة النفسية، إضافة إلى ريس ويذرسبون وجنيفر أنيستون في مسلسل "ذا مورنينغ شو".
كما تتطلع إلى عرض سلسلة "ديكنسون" عن سيرة الروائية الراحل إميلي ديكنسون، والسلسلة الدرامية "سواغّر" المبنية على سيرة لاعب كرة السلة كيفين دورانت، وسلسلة الجرائم "آر يو سليبينغ" عن رواية كاثلين باربر.
كما سيلاحق المشاهدون في سلسلة "شانتارام" عن رواية غريغوري ديفيد روبرتس الذاتية سجيناً أسترالياً فرّ نحو الهند. وستقتبس عملاً من السلسلة الفرنسية "كالزفور".
ومن المرجح أن تجذب الشركة المشاهدين عبر خططها في مجال برامج الخيال العلمي، وبينها إعادة عرض السلسلة التلفزيونية "أمايزينغ ستوريز" للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، وقد عرض لموسمين من عام 1985. وحصلت شركة "آبل" على عشر حلقات من الإصدار المحدّث، ويتولى سبيلبيرغ منصب المنتج التنفيذي.
ولا يمكن تجاهل مشروعها الطموح "فاوندايشن" القائم على أساطير الكاتب الأميركي إسحق أسيموف.
لكن برامجها الأصلية الخاصة لن تظهر قبل الخريف المقبل، ولم تعلن أسعار الاشتراك في الخدمة بعد. كما أن حفلها الذي حضره عدد كبير من النجوم لم ينجح في إثارة حماس المستثمرين فهبط، سهم "آبل" 1.2 في المائة.
مشاريع المنافسين
تعتبر شبكة "نتفليكس" اللاعب الأبرز في مجال خدمة البثّ التلفزيوني وعرض الأفلام، وتعمل على تحويل نموذج الاشتراك الخاص بها بعيدًا عن متجر تطبيقات "آبل"، مما يعني وضع العراقيل في وجه الأخيرة، وحرمانها من أموال عملاء المنصة عبر نظام تشغيل "آي أو إس". وكانت "نتفليكس" أكدت، الإثنين الماضي، أنها لن تتيح برامجها وأفلامها على خدمة الفيديو المرتقبة من شركة "آبل"، لافتة إلى أنها "فضّلت عدم الاندماج مع المنصة".
على صعيد المحتوى، تحضر مشاريع عدة بارزة في "أمازون برايم" مثل "تولكين" ضمن سلسلة "لورد أوف ذا رينغز"، وفقاً لـ "راديو تايمز". وتتيح "أمازون برايم" لعملائها في الولايات المتحدة الأميركية الاشتراك في قنوات أخرى مثل "إتش بي أو" و"شو تايم".
والحدث الأبرز المنتظر في شبكة "إتش بي أو" هو عرض الجزء الثامن والأخير من السلسلة الشهيرة "غايم أوف ثرونز" في الرابع عشر من إبريل/نيسان المقبل.
كما أعلنت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) وقناة "آي تي في" أخيراً عن إجراء محادثات حول إطلاق خدمة "بريت بوكس" في المملكة المتحدة.
لمحة عن أبرز المنافسين
تملك "نتفليكس" 140 مليون مشترك في 190 بلداً حول العالم، وعرضت مسلسلات عدة حققت نجاحاً واسعاً أبرزها "ذا كراون" و"هاوس أوف كاردز" و"ستراينجر ثينغز".
تجذب "هولو" نحو 25 مليون مشترك في الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنها أطلقت عام 2008. ولديها إنتاجها الخاص مثل "ذا هاندمايدز تايل" و"كاسل روك". وتجدر الإشارة إلى أن شركة "ديزني" تملك حالياً 60 في المائة من "هولو" بعد إنهاء صفقة استحواذها على شركة "توينتي فيرست سينتشوري فوكس".
لا تكشف "أمازون برايم" عن عدد المشتركين فيها، لكن تقارير اقتصادية قدرتهم بنحو مائة مليون شخص يتوزعون في أكثر من عشر دول. وكحال "نتفليكس"، حققت "أمازون برايم" نجاحاً عبر محتواها الأصلي، وأبرزها فيلم "مانشستر باي ذا سي" الذي حاز جائزتي "أوسكار" عام 2017. وقد تكون هذه المنصة أقل عرضة لخطر المنافسة الجديدة، لأن إيراداتها تأتي من خدماتها المتعددة، ولا تقتصر على خدمة البثّ.
تنوي شركة "ديزني" الأكبر في مجال الترفيه الإعلامي إطلاق خدمتها الخاصة بالبثّ خلال العام الحالي. وستحصل "ديزني" على ما يصل إلى 40 في المائة من إيرادات شباك التذاكر في الولايات المتحدة بعد صفقة الاستحواذ على "توينتي فيرست سينتشوري فوكس"، بالإضافة إلى الاستوديوهات والبرامج التلفزيونية الخاصة بشبكة "إيه بي سي"، مما يمنحها مكتبة واسعة من المحتوى المرئي تضم "ستار وورز" وأبطال "مارفل" الخارقين. ويتوقع محللون أن تكون الشركة قادرة على النهوض عالمياً للتنافس مع "نتفليكس" أو تجاوزها خلال سنوات قليلة.
استحوذت شركة "إيه تي أند تي" العملاقة على شركة "تايم وورنر"، وأطلقت عليها اسم "وورنر ميديا"، وتنوي خوض مجال البث التلفزيوني خلال عام 2019. ستتمتع هذه الخدمة بالحق في الحصول على محتوى مميز ضمنه سلسلة "غايم أوف ثرونز" الخاصة بـ "إتش بي أو".
أعلنت الذراع الترفيهية في شركة "كومكاست"، "إن بي سي يونيفيرسال" عن نيتها إطلاق خدمة بث مدعومة بالإعلانات في 2020. وستراهن المجموعة على توجه المشاهدين نحو الخدمات المجانية أو منخفضة التكلفة التي يتخللها إعلانات، بدلاً من دفع 10 إلى 15 دولاراً أميركياً.
وقد أفاد موقع "فورتشن" بأن إيرادات "آبل" من الخدمات وصلت إلى 10.9 مليارات دولار أميركي في الربع الأول من عام 2019 الحالي مقارنة بـ 5 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2015.
ويعدّ عزم الرئيس التنفيذي في "آبل"، تيم كوك، على دخول مجال خدمات البثّ المدفوعة محفوفاً بالمخاطر، حيث يواجه منافسة شرسة من منصات سبّاقة أثبتت حضورها، وأبرزها "نتفليكس" و"أمازون". لكن صراع خدمات أخرى في المجال نفسه لإيجاد عملاء أوفياء، مثل "دايركت تي في ناو" و"يوتيوب تي في" تعني إلى حدّ ما أن الشركة لم تتأخر كثيراً.
ويحقق المجال حضوراً ملحوظاً. إذ في استطلاع جديد أجرته وكالة التسويق الرقمي "ديجيتاس" Digitas، قال 34 في المائة من المشاركين إن "لا غنى لهم عن الاشتراكات في منصات بثّ الفيديو"، وهي نسبة مرتفعة في فضاء لا يزال في طور النمو.
Twitter Post
|
المحتوى المنتظر
تحتاج "آبل" إلى إغراء المتابعين بمحتوى حصري مميز كي تكون قادرة على مواجهة منافسيها، وهي تدرك هذا الشرط جيداً.
وفي هذا السياق، أنفقت الشركة ملياري دولار أميركي في هوليوود، لإنتاج محتواها الخاص الذي ضم نجوماً عديدين، بينهم الإعلامية أوبرا وينفري التي ستقدم فيلمين وثائقيين يتطرقان إلى التحرش الجنسي في مكان العمل والصحة النفسية، إضافة إلى ريس ويذرسبون وجنيفر أنيستون في مسلسل "ذا مورنينغ شو".
كما تتطلع إلى عرض سلسلة "ديكنسون" عن سيرة الروائية الراحل إميلي ديكنسون، والسلسلة الدرامية "سواغّر" المبنية على سيرة لاعب كرة السلة كيفين دورانت، وسلسلة الجرائم "آر يو سليبينغ" عن رواية كاثلين باربر.
كما سيلاحق المشاهدون في سلسلة "شانتارام" عن رواية غريغوري ديفيد روبرتس الذاتية سجيناً أسترالياً فرّ نحو الهند. وستقتبس عملاً من السلسلة الفرنسية "كالزفور".
ومن المرجح أن تجذب الشركة المشاهدين عبر خططها في مجال برامج الخيال العلمي، وبينها إعادة عرض السلسلة التلفزيونية "أمايزينغ ستوريز" للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، وقد عرض لموسمين من عام 1985. وحصلت شركة "آبل" على عشر حلقات من الإصدار المحدّث، ويتولى سبيلبيرغ منصب المنتج التنفيذي.
ولا يمكن تجاهل مشروعها الطموح "فاوندايشن" القائم على أساطير الكاتب الأميركي إسحق أسيموف.
لكن برامجها الأصلية الخاصة لن تظهر قبل الخريف المقبل، ولم تعلن أسعار الاشتراك في الخدمة بعد. كما أن حفلها الذي حضره عدد كبير من النجوم لم ينجح في إثارة حماس المستثمرين فهبط، سهم "آبل" 1.2 في المائة.
Twitter Post
|
مشاريع المنافسين
تعتبر شبكة "نتفليكس" اللاعب الأبرز في مجال خدمة البثّ التلفزيوني وعرض الأفلام، وتعمل على تحويل نموذج الاشتراك الخاص بها بعيدًا عن متجر تطبيقات "آبل"، مما يعني وضع العراقيل في وجه الأخيرة، وحرمانها من أموال عملاء المنصة عبر نظام تشغيل "آي أو إس". وكانت "نتفليكس" أكدت، الإثنين الماضي، أنها لن تتيح برامجها وأفلامها على خدمة الفيديو المرتقبة من شركة "آبل"، لافتة إلى أنها "فضّلت عدم الاندماج مع المنصة".
على صعيد المحتوى، تحضر مشاريع عدة بارزة في "أمازون برايم" مثل "تولكين" ضمن سلسلة "لورد أوف ذا رينغز"، وفقاً لـ "راديو تايمز". وتتيح "أمازون برايم" لعملائها في الولايات المتحدة الأميركية الاشتراك في قنوات أخرى مثل "إتش بي أو" و"شو تايم".
والحدث الأبرز المنتظر في شبكة "إتش بي أو" هو عرض الجزء الثامن والأخير من السلسلة الشهيرة "غايم أوف ثرونز" في الرابع عشر من إبريل/نيسان المقبل.
كما أعلنت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) وقناة "آي تي في" أخيراً عن إجراء محادثات حول إطلاق خدمة "بريت بوكس" في المملكة المتحدة.
لمحة عن أبرز المنافسين
تملك "نتفليكس" 140 مليون مشترك في 190 بلداً حول العالم، وعرضت مسلسلات عدة حققت نجاحاً واسعاً أبرزها "ذا كراون" و"هاوس أوف كاردز" و"ستراينجر ثينغز".
Twitter Post
|
تجذب "هولو" نحو 25 مليون مشترك في الولايات المتحدة الأميركية، علماً أنها أطلقت عام 2008. ولديها إنتاجها الخاص مثل "ذا هاندمايدز تايل" و"كاسل روك". وتجدر الإشارة إلى أن شركة "ديزني" تملك حالياً 60 في المائة من "هولو" بعد إنهاء صفقة استحواذها على شركة "توينتي فيرست سينتشوري فوكس".
Twitter Post
|
لا تكشف "أمازون برايم" عن عدد المشتركين فيها، لكن تقارير اقتصادية قدرتهم بنحو مائة مليون شخص يتوزعون في أكثر من عشر دول. وكحال "نتفليكس"، حققت "أمازون برايم" نجاحاً عبر محتواها الأصلي، وأبرزها فيلم "مانشستر باي ذا سي" الذي حاز جائزتي "أوسكار" عام 2017. وقد تكون هذه المنصة أقل عرضة لخطر المنافسة الجديدة، لأن إيراداتها تأتي من خدماتها المتعددة، ولا تقتصر على خدمة البثّ.
Twitter Post
|
تنوي شركة "ديزني" الأكبر في مجال الترفيه الإعلامي إطلاق خدمتها الخاصة بالبثّ خلال العام الحالي. وستحصل "ديزني" على ما يصل إلى 40 في المائة من إيرادات شباك التذاكر في الولايات المتحدة بعد صفقة الاستحواذ على "توينتي فيرست سينتشوري فوكس"، بالإضافة إلى الاستوديوهات والبرامج التلفزيونية الخاصة بشبكة "إيه بي سي"، مما يمنحها مكتبة واسعة من المحتوى المرئي تضم "ستار وورز" وأبطال "مارفل" الخارقين. ويتوقع محللون أن تكون الشركة قادرة على النهوض عالمياً للتنافس مع "نتفليكس" أو تجاوزها خلال سنوات قليلة.
Twitter Post
|
استحوذت شركة "إيه تي أند تي" العملاقة على شركة "تايم وورنر"، وأطلقت عليها اسم "وورنر ميديا"، وتنوي خوض مجال البث التلفزيوني خلال عام 2019. ستتمتع هذه الخدمة بالحق في الحصول على محتوى مميز ضمنه سلسلة "غايم أوف ثرونز" الخاصة بـ "إتش بي أو".
Twitter Post
|
أعلنت الذراع الترفيهية في شركة "كومكاست"، "إن بي سي يونيفيرسال" عن نيتها إطلاق خدمة بث مدعومة بالإعلانات في 2020. وستراهن المجموعة على توجه المشاهدين نحو الخدمات المجانية أو منخفضة التكلفة التي يتخللها إعلانات، بدلاً من دفع 10 إلى 15 دولاراً أميركياً.