"آلام الربيع" عنوان المعرض الذي انطلق في قاعة "بوشهري للفنون" في العاصمة الكويتية، قبل أيام ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري للفنان ورسام الكاريكاتير عبد الوهاب العوضي الذي يحضر بشكل يومي في الصحافة الكويتية.
عالم العوضي التشكيلي ليس بعيداً بالكامل عن تخطيطاته وسكتشاته الكاريكاتيرية من حيث الأسلوب، ولكنه بالطبع يذهب إلى اقتراح مواضيع بعيدة عن السخرية وليس عن الواقع ومرتبطة بالجمالي والتشكيلي، رغم أن عناصر اللوحة لا تخلو من سمات الخفة والحركة.
في لوحات العوضي التي تحاول أن تقارب بعض مشاهد سنوات "الربيع العربي" المؤلمة، التي عاشها الإنسان العادي من خوف واختباء وفقدان وتناقلتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، من هنا نجد في كل لوحة أشياء كثيرة وشخصيات مرسومة بألوان حارة غالباً الأصفر القوي على خلفية بيضاء.
هناك حيوانات وبشر وبيوت ونباتات ووجوه، ثمة أمومة خائفة في بعض اللوحات، ومسحة من القلق والخوف يهيمن على العمل، كما لو كان آلام ولادة عالم بصري بمكونات مخترعة، يحاول الفنان أيضاً أن يخفف قسوتها بأن لا يجعلها واضحة إنهم ظلال ضحايا وبقايا صور.
لا يخفى على المتلقي الخطوط الطفولية والكرتونية في الأعمال، بعض اللوحات تبدو كما لو أنها جزء منتزع من قصة مصوّرة للأطفال، حيث التقشف في إبراز الخطوط وتشكيل الشخصيات والعفوية في تصوير الكائنات والتفاصيل حيث يجمع الفنان بين التشخيص والتجريد في آن.