وصفت حركة "أحرار الشام" السورية حصيلة العملية التفاوضية الجارية في جنيف السويسرية بـ"السلبية للغاية"، معتبرة أن أداء الهيئة العليا للتفاوض "ضعيف ومتخبط"، لافتة إلى أن رؤيتها لـ"الحل في سورية ما زال حلاًّ عسكرياً وسياسياً، وفصلُ المسارين سيكون خطأ كبيراً".
وأتى موقف من المفاوضات في بيانٍ أصدرته الحركة، التي تعتبر من أقوى الفصائل العسكرية المقاتلة للنظام السوري، مساء السبت، وأكدت فيه أنها تتابع "عن كثب، وبقلقٍ بالغ، تفاصيل العملية التفاوضية والتطورات الأخيرة في الجولة الحالية من المحادثات في جنيف"، موضحة أنها "لم تشترك عقب انسحابها من مؤتمر الرياض في الهيئة التفاوضية"، وأنها "لم تحضر أية جولة من جولات المحادثات في جنيف، وسعت رغم ذلك إلى أن يكون تعاطيها إيجابياً مع أية مبادرة تحافظ على ثوابت الثورة ومصالح الشعب السوري الثائر".
واعتبر بيان "أحرار الشام" أن "الحصيلة المجملة للعملية التفاوضية حتى اللحظة هي حصيلة سلبية للغاية، اتسمت بإعطاء مكاسب سياسية مجانية للنظام"، و"إن الأداء الضعيف والمتخبط للهيئة (التفاوضية)، مع ضعف الشفافية وغياب آلية اتخاذ القرارات المنضبطة بمرجعية واضحة، يزيد من الهوة بين الهيئة وبين الشارع الثائر بجميع مكوناته العسكرية والمدنية، وما قرار العودة إلى محادثات التفاوض، رغم تراجع الظروف الإنسانية وتصاعد القصف على المناطق المدنية، إلا مثالاً على اتساع الهوة بين الهيئة والشارع الثوري".
وقالت الحركة إنها ترى "غياب استراتيجية واضحة في عمل هيئة التفاوض، التي يتم إغراقها بتفاصيل وأسئلة من قبل المبعوث الدولي السيد ستيفان دي ميستورا، الذي يبدو مصراً على تطبيق مسودته الشهيرة لإطار العمل التنفيذي لبيان جنيف"، معتبرة أن "هناك انفصالا واضحا بين عمل الهيئة والواقع على الأرض، فبينما تقوم روسيا بتحقيق مكاسب ميدانية لصالح النظام لتعطيه زخماً سياسياً، وبينما يقوم النظام وإيران بخرق الهدنة المزعومة بطريقة ممنهجة لتحقيق أهداف استراتيجية، نرى إصرار الهيئة على متابعة محادثات التفاوض وسط تملص دولي من أية التزامات أو ضمانات".
وأضاف البيان أن "أحد أهم ثوابت الثورة التي خرج من أجلها الشعب السوري هو الإطاحة بنظام الأسد بكافة رموزه وأجهزته الأمنية، ومنع إعادة إنتاجه بصورة جديدة أو أسماء مختلفة، وهو ثابت لا يحق لأحد أن يتنازل عنه، وما يُقلق أن هناك أطرافاً كثيرة داخل الحركة غير مؤمنة بهذا الثابت، وقد انعكس ذلك على تصريحات الهيئة الإعلامية مؤخراً".
وختمت "أحرار الشام" بالتشديد على أن "الحل في سورية ما زال حلاً عسكرياً-سياسياً، وفصل المسارين سيكون خطأ كبيراً، ولا سيما أن النظام لا يزال يعمل على حل عسكري خالص، وأعلن أكثر من مرة وبوضوح رفضه الكامل لأي حل سياسي مع من سماهم (الإرهابيين)، في حين يقوم بارتكاب مجازر يومية وجرائم حرب بحق الشعب السوري تحت غطاء روسي إيراني"، داعية "جميع الفصائل الثورية والفعاليات المدنية إلى التكاتف والتمسك بمطالب الثورة كافة، ورفض أية محاولة للالتفاف على ثورتنا العظيمة، التي بذل فيها شعبنا مئات الألوف من دماء أبنائه الزكية".