نظم حراك "أرفض شعبك بيحميك" الحراك الشبابي لرفض الخدمة الإجبارية المفروضة على الشبان الفلسطينيين الدروز، وجمعية "الشباب العرب بلدنا"، وتعاونية "المحطة"، مساء أمس الخميس، ندوة عن نشاط الحراك، وتاريخ دروز فلسطين، والتجنيد الإجباري، وذلك استمراراً لسلسلة النشاطات لمناهضة للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وافتتحت الندوة جمانة أشقر من جمعية "بلدنا"، إذ قالت إن هذا النشاط يأتي ضمن سلسلة ندوات تستمر خلال هذا الشهر، بهدف التحشيد لنشاط كبير، سيكون تظاهرة في شهر يوليو/تموز على جبل الرافضين، لإعادة وطرح موضوع الخدمة الإجبارية على الطاولة من جديد، وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع الخدمة المدنية.
وقدّمت المحامية هدية كيوف، الناشطة ومنسقة "أرفض شعبك يحميك"، مداخلة عن تاريخ دروز فلسطين والتجنيد الإجباري. وقالت إنها "درست المرحلة الابتدائية في قرية عسفيا. وكنت أتعلم عن عيد الأنوار للشعب اليهودي، ولم نتعلم عن عيد الفطر، الذي ألغته إسرائيل (من المناهج) بعد النكبة".
وتابعت كيوف، أن "هذه الأساليب تستخدمها إسرائيل منذ البداية لفصل الدروز عن العرب". وفي المرحلة الإعدادية، تضيف المتحدثة نفسها، "نُقلت للدراسة بحيفا، وهناك انتبهت أن الدروز هم فقط من يخدمون في جيش الاحتلال من العرب والباقي لا يخدمون".
وأضافت: "عندها توجهت للقراءة والبحث وتعمقت كثيراً، اكتشفت أمرين هامين جداً؛ أولاً أن مقولة إن الدروز هم من طلبوا من إسرائيل التجنيد في الجيش، أكذوبة كبيرة. والأمر الثاني، وجود منهاج تعليم للدروز من أجل فصلهم عن العرب". ولفتت إلى أنه "تم فصل المجالس المحلية الدرزية عن مجالس القرى العربية، وهذا حدث في سنوات السبعينيات. وعلمت أيضاً أن الحكم العسكري فرض على القرى الدرزية من 1948 حتى 1966 كباقي القرى العربية. وأن إسرائيل قامت بمصادرة ثلثي أراضي القرى الدرزية".
وأضافت المحامية كيوف، أن استمرار فصل الدروز عن العرب، بدأت به إسرائيل سنة 1954، عندما جعلت زيارة النبي شعيب في حطين عيداً رسمياً، وألغت عيد الفطر للدروز.
وتابعت أنه "قبل النكبة، كان الدروز يقومون بزيارة النبي شعيب من لبنان وسورية وفلسطين، خلال اليوم نفسه، وكان الجميع يحتفل بعيد الفطر".
وأشارت كيوف إلى أن "الاحتلال قام بتحويل يوم زيارة النبي شعيب إلى يوم سياسي، يقومون فيه بأداء قسم ولاء الجنود للجيش. كما قام الاحتلال بفصل المحاكم المذهبية التي تعنى بشؤون الأحوال الشخصية عن المحاكم الشرعية كما كان متبعاً في السابق".
من جهته، قال الشاب آصف نجم، الرافض للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو من الناشطين في حراك "أرفض شعبك يحيمك"، إنه "أثناء المرحلة الثانوية وصلته الرسالة الأولى من الجيش للتجنيد، وكان يريد ذلك في البداية"، لكن مُنع من ذلك من أهله. وقرر اختيار مسار الجامعة أولاً، ثم الخدمة في الجيش. وتابع أنه بدأ الدراسة في معهد"التخنيون" بحيفا، وهناك تعرف على ناشطين سياسيين تأثر بهم.
وأضاف أنه على الرغم من أن مسألة التجنيد بقريته أمر عادي، إلا أن مرحلة مفصلية شكلت تحولاً في خياراته، تمثلت في مشاركته في تظاهرة بحيفا ضد مخطط "برافر"، ولم يكن يعرف حينها أحداً من المشاركين، وشارك بالتظاهرة رغم أنه كان يتعلم في الجامعة على حساب جيش الاحتلال.
واعتبر نجم أن مشاركته في المسيرة، مكنته لأول مرة من الشعور بالانتماء إلى عروبته، ليقرر بعد ذلك، التوقف عن متابعة الدراسة على حساب جيش الاحتلال، بعدما توجه إليه وأعلن رفضه للخدمة العسكرية الإجبارية، ما تسبب باعتقاله لعشرة أيام.