فرحٌ عمّ مُخيم جباليا، أطفالٌ كانوا يتراقصون على أرجلهم، يتنقلون بأعينهم على الصور الفوتوغرافية التي عُلقت بطولٍ على جدران حارتهم، وغطّت مِن عليها تصدعات الحياة بغزة، يتهامسون بأصابعهم عن تلك اللوحات، بينما حاج بدا في السبعينيات من عمره، وقف على عتبة بيته، آنسًا باكتظاظ مُخيمه بشريط الجمّال الملون بعدسات مصوري القطاع.
عيون مصوري غزة وعدساتهم تجمعت في "أزقة" مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ذلك المعرض الذي نظمه اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني وشركة "مضامين" للإعلام، جمع فيه نحو 70 مصورًا من مختلف محافظات القطاع، حيث رسالة الوحدة لجنود الصورة في المدينة المحاصرة، لتسليط الضوء على المخيم الذي اندلعت منه الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987.
دعاء الكرد، مصورة فلسطينية، تعيش في المُخيم، وجدت المعرض فُسحة لعدستها للمشاركة بثلاث صور تعكس أصالة المرأة الفلسطينية، والاستشهاد بتجاعيد يديها التي تجمّلت بتربية الأحفاد على الحياة البسيطة في جباليا، عدا عن صورة أخرى لحفلٍ من الأغنام يسير بانتظام خلف راعيهم.
وقالت الكرد لـ"العربي الجديد": "شاركت في المعرض لإيصال رسالة عن حياتنا بالمخيم، حيث عبّرت في صوري المشاركة عن التراث الفلسطيني وأصالة الحياة بالمخيم، كوني أعيش فيه وأريد أن يعرف العالم بالخارج الصورة الجمالية للمخيمات في غزة".
أمّا صور الأمل بعيون زُهور الوطن وأطفاله، وثقهم مجد عرندس، في صوره المشاركة في معرض "أزقة"، إذ وقف أمام صورته التي تُحاكي ثلاث طفلات يرتدين الثوب الفلسطيني ويرفعن علامة النصر، وقال لـ"العربي الجديد": "مهما كان هناك صور بُؤس في غزة، في المقابل هناك صور منه عن الصمود والجمال والحب".
مصور "العربي الجديد" في غزة، عبد الحكيم أبو رياش، كان له زاوية في المعرض، عن صور الغروب من بحر المدينة، إذ أن شاطئها قِبلة الغزّيين للهروب ساعةً من ضنك الحياة المُرهقة بغزة، بينما كان للطبيعة حِصة من صوره في الأراضي الشرقية للمدينة، حيث جمال تلك البُقعة بوردها الأصفر الذي أزهّر رغمًا عن آلات تجريف الاحتلال.
ولثماني ساعات امتد فيها المعرض في "أزقة" جباليا، كان الفرح مشهدًا عامًا لأطفال المخيم وسكانه، تحت وقع الأناشيد الوطنية وبعضٍ من الأعلام الفلسطينية، وزينة بسيطة، غيّرت شيئًا من ملامح الصورة البائسة للمخيم، وبرّدت عليهم حرارة الصيف التي اشتدت مع تفاقم أزمات قطاع غزة.
أمّا صاحب فكرة "أزقة"، المصور محمود أبو سلامة، فقال لـ"العربي الجديد"، "المعرض يحمل صورَ وعبارات الوجه الجميل والمُشرق للمخيم، كصورة مغايرة عن حياة المعاناة اليومية للقاطنين فيه"، مبينًا بأن القصة كلها تدور حول جمع جهود مصوري غزة، في مخيم جباليا والذي ما زال شاهدًا على أصالة الفلسطينية ووجودهم وتمسكهم بحقهم".
وأضاف أبو سلامة أن اختيار مخيم جباليا، جاء بشكل يكسر الصورة في مجمل المعارض التي تُقام بالأماكن المغلقة في غزة، حيث يعتبر المخيم مكانًا مفتوحًا للفلسطينيين البسطاء، مبينًا أن المعرض يضم صورًا مختلفة وطنية ودينية وطبيعية وجمالية وصورا شخصية، لافتًا إلى أن المعرض يأتي في ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني.
اقــرأ أيضاً
عيون مصوري غزة وعدساتهم تجمعت في "أزقة" مخيم جباليا، شمال قطاع غزة، ذلك المعرض الذي نظمه اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني وشركة "مضامين" للإعلام، جمع فيه نحو 70 مصورًا من مختلف محافظات القطاع، حيث رسالة الوحدة لجنود الصورة في المدينة المحاصرة، لتسليط الضوء على المخيم الذي اندلعت منه الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987.
دعاء الكرد، مصورة فلسطينية، تعيش في المُخيم، وجدت المعرض فُسحة لعدستها للمشاركة بثلاث صور تعكس أصالة المرأة الفلسطينية، والاستشهاد بتجاعيد يديها التي تجمّلت بتربية الأحفاد على الحياة البسيطة في جباليا، عدا عن صورة أخرى لحفلٍ من الأغنام يسير بانتظام خلف راعيهم.
وقالت الكرد لـ"العربي الجديد": "شاركت في المعرض لإيصال رسالة عن حياتنا بالمخيم، حيث عبّرت في صوري المشاركة عن التراث الفلسطيني وأصالة الحياة بالمخيم، كوني أعيش فيه وأريد أن يعرف العالم بالخارج الصورة الجمالية للمخيمات في غزة".
أمّا صور الأمل بعيون زُهور الوطن وأطفاله، وثقهم مجد عرندس، في صوره المشاركة في معرض "أزقة"، إذ وقف أمام صورته التي تُحاكي ثلاث طفلات يرتدين الثوب الفلسطيني ويرفعن علامة النصر، وقال لـ"العربي الجديد": "مهما كان هناك صور بُؤس في غزة، في المقابل هناك صور منه عن الصمود والجمال والحب".
مصور "العربي الجديد" في غزة، عبد الحكيم أبو رياش، كان له زاوية في المعرض، عن صور الغروب من بحر المدينة، إذ أن شاطئها قِبلة الغزّيين للهروب ساعةً من ضنك الحياة المُرهقة بغزة، بينما كان للطبيعة حِصة من صوره في الأراضي الشرقية للمدينة، حيث جمال تلك البُقعة بوردها الأصفر الذي أزهّر رغمًا عن آلات تجريف الاحتلال.
ولثماني ساعات امتد فيها المعرض في "أزقة" جباليا، كان الفرح مشهدًا عامًا لأطفال المخيم وسكانه، تحت وقع الأناشيد الوطنية وبعضٍ من الأعلام الفلسطينية، وزينة بسيطة، غيّرت شيئًا من ملامح الصورة البائسة للمخيم، وبرّدت عليهم حرارة الصيف التي اشتدت مع تفاقم أزمات قطاع غزة.
أمّا صاحب فكرة "أزقة"، المصور محمود أبو سلامة، فقال لـ"العربي الجديد"، "المعرض يحمل صورَ وعبارات الوجه الجميل والمُشرق للمخيم، كصورة مغايرة عن حياة المعاناة اليومية للقاطنين فيه"، مبينًا بأن القصة كلها تدور حول جمع جهود مصوري غزة، في مخيم جباليا والذي ما زال شاهدًا على أصالة الفلسطينية ووجودهم وتمسكهم بحقهم".
وأضاف أبو سلامة أن اختيار مخيم جباليا، جاء بشكل يكسر الصورة في مجمل المعارض التي تُقام بالأماكن المغلقة في غزة، حيث يعتبر المخيم مكانًا مفتوحًا للفلسطينيين البسطاء، مبينًا أن المعرض يضم صورًا مختلفة وطنية ودينية وطبيعية وجمالية وصورا شخصية، لافتًا إلى أن المعرض يأتي في ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني غسان كنفاني.
إلى ذلك، أوضحت المُشرفة على المعرض، من شركة مضامين للإعلام، نعمة أبو عمرة، لـ"العربي الجديد" بأن "أزقة" يضم أكثر من 100 صورة تسعى لتغيير صورة المعاناة للمخيم الفلسطيني، حيث يُبرز بأن هناك دائماً فسحة من الأمل والحياة، مبينةً بأن اختيار مخيم جباليا كان لتسليط الضوء عليه، كمحطة أولى من مثل هذه المعارض.
ولفتت أبو عمرة إلى أن هناك مساعي لإنشاء سلسلة من هذه المعارض التي تُسلط الضوء على مخيمات قطاع غزة، حيث سيكون هناك "أزقة" آخر في باقي مخيمات غزة، لتمكين مُصوري القطاع من إيصال أعمالهم كرسائل للعالم الخارجي حول حياة الفلسطينيين في المخيمات ومعاناتهم.
وأنشئ مخيم جباليا في العام 1948، ويقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، ويعد ثاني أكبر مخيمات اللجوء الفلسطينية بعد مخيم اليرموك في سورية، والأكبر داخل فلسطين والقطاع.