يقول الأكاديمي التونسي فوزي عبد اللاوي أن تاريخ الأمازيغ ينبغي مقاربته عبر الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا بالأساس، وليس من خلال الكتابات التاريخية باعتبار أنها تعتمد على سرديات من خارج المنطقة (الرومان، العرب والاستعمار الفرنسي).
لعل هذه الملاحظة تحضر مع انطلاق "أسبوع الأنثروبولوجيا" في دورته الثالثة أمس في "جامعة ابن زهر" في مدينة أغادير المغربية ويستمر حتى السبت المقبل. محور الدورة الحالية يحمل عنوان "المقدّس في شمال أفريقيا: نظرات متقاطعة".
خلال اليوم الأول، تحدّث الباحث المغربي حسن رشيق عن "مفهوم المقدّس" انطلاقاً من منظور الحياة العامة، فيما يتناول اليوم الباحث الفرنسي لوران بيرجيه نفس المفهوم من منطلقات نظرية تستند إلى أعمال عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر وعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم.
من فعاليات الأيام المقبلة، محاضرة الباحث الفرنسي جان كلود غاليه غداً، والتي يقارب فيها موضوع الندوة من خلال مقارنات مع "تحوّلات المقدّس في الثقافة الهندية"، تليها محاضرة بوشعيب مجدول حول التعامل الروحاني مع الأمراض الحديثة في المغرب.
للإشارة فإن جميع هذه المحاضرات باللغة الفرنسية، فيما يخصّص يوم الجمعة لمجموعة مداخلات ونقاش باللغة العربية، إضافة إلى ورشات عدّة؛ من أبرزها "البحث الميداني في الأنثروبولوجيا" و"الكتابة والعلوم الاجتماعية" و"استعمالات الأرشيف المكتوب".