أكد الأسرى الفلسطينيون في سجن "عسقلان" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنهم عقدوا العزم على خوض معركة الأمعاء الخاوية والإضراب المفتوح عن الطعام، والتي أطلقوا عليها اسم "المجدل"، وذلك "لإيقاف سياسة الذل والهوان التي تمارس بحقهم، وردع مدير السجن وانتزاع كافة حقوقهم".
وقال الأسرى في بيان صادر عن الحركة الأسيرة في سجن عسقلان بخصوص الإضراب، ونقلته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد": "فلتشهد يا سجن عسقلان أنه في صباح يوم 15 من الشهر الجاري، بدء معركة المجدل، وليشهد علينا الله وأبناء شعبنا بأننا سنكون رأس الحربة والبركان الثائر وشلال الدم الهادر في الدفاع عن فلسطين والقدس وكرامة شعبنا".
وأوضح الأسرى أنهم "من قلعة شهيد الحركة الأسيرة الأول عبد القادر أبو الفحم، من سجن عسقلان، لم تتوقف فيه أبدا الحملات والهجمات الوحشية، تحت حجج واهية، وهدفها الحقيقي خلق حالة من عدم الاستقرار والهدوء في صفوف الأسرى وزعزعة وحدتنا وتماسكنا".
ووفق بيان نشره نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء، فإن أبرز مطالب الأسرى تتمثل في وقف الاقتحامات لغرف الأسرى، وإلغاء العقوبات التي فرضت عليهم بشكل جائر، وعلاج المرضى، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة للأسرى باسل النعسان، وياسر ربايعة، وهيثم حلس، ومحمد براش، وتوفير زراعة الأسنان للأسرى، وإدخال أطباء مختصين.
ويطالب الأسرى كذلك بتركيب أجهزة تبريد في رواق القسم، وتركيب مراوح كبيرة في ساحة القسم، وتبديل محطات التلفزيون، وعودة ممثل المعتقل، وإدخال الملابس والكتب بشكل منتظم، وتجهيز غرفة لإعداد الطعام، وزيادة أوقات الفورة "الخروج إلى ساحة السجن"، وإعادة تشغيل الماء السّاخن خلال ساعات النهار، وتحديث سماعات الزيارة في غرف زيارة الأهل، والسماح بشراء الفواكه والخضراوات دون قيود.
وقال بيان الأسرى في سجن عسقلان: "لقد زادت سياسة سجون الاحتلال وحشية وبربرية منذ أن تسلم إدارة السجن المتطرف المدعو يعقوب شالوم ومدير أمنه نصري سواعد، حيث باتت هذه السياسات القذرة لا تحتمل، حيث كان آخرها الهجمة المسعورة بداية شهر رمضان المبارك حين قامت قوات القمع المسماة متسادا وبرفقتها سجانون مدججون بوسائل القتل والفتك المتنوعة وتحديدا البنادق الآلية، واقتحموا غرف الأسرى وعاثوا فيها فسادا، وقاموا بالتنكيل والاعتداء علينا، متناسين العدد الكبير من الأسرى المرضى، الذين يلازمهم المرض بشكل دائم، فمنهم مرضى السرطان والقلب، ومنهم المبتورة أقدامهم، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية".
وأشار الأسرى إلى أنه بعد كل هذه الأعمال الوحشية التي قامت بها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، توجهوا للإدارة من خلال ممثل المعتقل وقدموا احتجاجهم ورفضهم المطلق لهذه السياسات، وطالبوهم بوضع حدّ لهذه السياسة، وحذروهم من التصعيد بحق الأسرى الأبطال.
وتابعوا: "إلا أن إدارة السجن وبخطوة استفزازية واستهتار قابلت الأسرى بالرد التعسفي، ونقلت ممثل المعتقل من سجن عسقلان إلى سجن نفحة الصحراوي وفرضت على الأسرى مزيداً من الإجراءات القمعية والغرامات المالية الباهظة وأغلقت الغرف على الأسرى، بعد سحب الأجهزة الكهربائية والمراوح وحولت الغرف إلى زنازين انفرادية تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وكذلك حرمان الأسرى من زيارات الأهل لعدة شهور، وحرمان الأسرى الشراء من "الكانتينا" (بقالة السجن) وغيرها من العقوبات القاسية، وحرمان الأسرى من القيام بشعائرهم الدينية في رمضان وعيد الفطر، فيما أكد الأسرى أنه "لذلك كان لا بد لنا من إنهاء هذه المهزلة التي تمارس ضدهم".
وقال الأسرى في بيانهم: "يا جماهير شعبنا.. ونحن نخوض معركتنا هذه، من قلب فلسطين المحتلة عام 1948، وفي الوقت الذي تمر فيه قضيتنا بمنحنى خطير يسمى (صفقة القرن)، نهيب بكل أبناء شعبنا أن تقف إلى جانب القيادة الفلسطينية الشرعية، والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرمز محمود عباس، ولنحارب معاً يداً بيد لإفشال هذه الصفقة التي تحاول إسرائيل وأميركا من خلالها تصفية قضيتنا وتحويلها لقضية اقتصادية متناسين معاناة أبناء شعبنا وحقهم في إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فوق ترابنا المقدس".
وتابع الأسرى: "يا شرفاء فلسطين وأحرار العالم.. نهيب بكم جميعاً أن تقفوا إلى جانبنا في معركتنا هذه ونثق بصبركم ومساندتكم، كما نأمل من المؤسسات الوطنية والرسمية ومؤسسات المجتمع المدني بكل مكوناته من نقابات واتحادات وجامعات بالوقوف سنداً لنا، وبعون الله ووقوفكم لجانبنا سيكون النصر حليفنا، سننتفض لكرامتنا وعزتنا وسنبقى ندافع عن كرامتنا ونبقي راية النضال مرفوعة، حتى نيل الحرية" .