تأثّر صناع الأفلام الأوائل في تلك المنطقة بنظرائهم في أوروبا والولايات المتحدة حيث درسوا هناك، لكنهم سرعان ما التفتوا إلى سينما خاصة بهم سواء على صعيد مضامينها أو شكلها الفني، وتميّز العقدين الأخيرين بتقديم العديد من القضايا التي تشغل مجتمعاتهم واستطاع أصحابها أن ينتقلوا بها إلى خارج إقليمهم.
في هذا السياق، تنطلق فعاليات "أسبوع أفلام جنوب آسيا" عند السادسة والنصف من مساء الأحد المقبل في "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان، وتتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري بخمسة عروض قادمة من إندونيسيا والفلبين وبروناي وماليزيا وتايلاند.
ربما تكون المرة الأولى التي تُقدّم فيها تظاهرة عمّانية نتاجات تخّص تلك المنطقة ضمن اختيارات لأعمال تمثّل السينما الجديدة فيها وتشترك في فكرة البحث عن التغيير، لكن فات المنظّمين أن مصطلح الجنوب الآسيوي يشير إلى الهند والباكستان وبنغلاديش وسيرلانكا.
يُفتتح الأسبوع بفيلم "يوميات المعلم" (2014) للمخرج التايلندي نيثيوات ثاراثون، الذي يروي قصة معلم في بدايات حياته المهنية يُعيّن في مدرسة ريفية من أجل تطوير مستوى طلبتها، وهناك يعثر على مذكرات معلم سبق له التدريس في المدرسة نفسها، فتتغيّر نظرته بشكل إيجابي تجاه التعليم ومعنى أن تكون مدرّساً.
في اليوم الثاني يُعرض "الهلال" (2017) للمخرج الإندونيسي إسماعيل باسبث الذي يتناول علاقة والد متدين يعمل في التجارة، مع ابنه الذي يحمل أفكاراً مختلفة عنه ويقّرر السفر من غير رغبته، ثم يبدأ بينهما حوار فلسفي حول أول ظهور للهلال، وهنا تتبدّل علاقتهما ويصبحان أكثر قرباً.
يتضمّن البرنامج أيضاً فيلم "ياسمين" (2014) لـ سيتي كمال الدين ومان تشينغ تشان من بروناي، اللذين يعرضان قصة الطالبة ياسمين التي تحترف الفنون القتالية رغم معارضة والدها، و"سوناتا" (2013) لـ بيك غالاجا ولوري رييس، الذي تدور أحداثه حول مغنية أوبرا سابقة تصاب باكتئاب نتيجة انهيار نجوميتها، لكن يساعدها شاب على استعادة ابتسامتها.
يُختتم الأسبوع بفيلم "طفلة من نيويورك" (2016) للمخرج الماليزي جيس تيونغ، الذي يروي قصة زيارة الطفلة سارة لجدها في ماليزيا للمرة الأولى، إذ يعيش الجد وحفيدته، تجارب مختلفة تكشف لهما مدى الاختلاف بين الأجيال والثقافات وكيفية استيعابها ذلك.