ذكرت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها الخميس، أن ضباط أمن سودانيين قاموا بملاحقة مصابين في مستشفى أم درمان بضواحي الخرطوم، إثر الاحتجاجات التي شهدها هذا البلد الأربعاء، معتبرة هذا الهجوم "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي"، وطالبت بمحاسبة المتورطين.
وذكرت المنظمة أن الضباط دخلوا المستشفى، وأطلقوا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وتسببوا بترويع المرضى وموظفي المستشفى، أثناء ملاحقة محتجين أصيبوا برصاص الأمن خلال احتجاجات اندلعت صباحاً.
وقام ضباط الأمن بإطلاق النار في المستشفى، ودخلوا قسم الطوارئ واعتدوا على المرضى والأطباء، حسبما ذكرت المنظمة الحقوقية.
وقالت سارة جاكسون، نائبة مدير منظمة العفو الدولية لشرق أفريقيا، إن "هذا الهجوم على المستشفى هو انتهاك فاضح للقانون الدولي"، داعيةً إلى "تحقيق عاجل في هذا الهجوم المروع".
كما شددت على أنه "يجب محاسبة جميع الضباط المتورطين. ويجب على حكومة السودان أيضاً اتخاذ إجراءات فورية لوقف ممارسة إطلاق النار على المتظاهرين واحترام حق الشعب السوداني في حرية التعبير".
وسقط ثلاثة قتلى خلال تظاهرة خرجت الأربعاء في مدينة أم درمان، وذلك في سياق الاحتجاجات التي تشهدها السودان منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي أسفرت عن سقوط 19 قتيلاً بحسب الحكومة، و40 شخصاً على الأقل بحسب المعارضة.
وكانت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم، قد أفادت الخميس بأنها شرعت في التحقيق حول دخول قوات الأمن إلى مستشفى أم درمان، أثناء علاج مصابين في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة.
وبحسب البيان، فإن وزير الصحة مأمون حميدة دان مطاردة المتظاهرين داخل المستشفيات، واعتبرها غير مقبولة، وتعهد بالعمل على عدم تكرارها، مشيراً إلى أن الوزارة استدعت أفراداً من الشرطة لحماية المستشفيات والأطباء والكوادر العاملة والمرضى والمرافقين.
ومنذ التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انطلقت الاحتجاجات الشعبية في السودان بسبب غلاء الأسعار وندرة بعض السلع الضرورية، لكن سقف المطالب وصل إلى حدّ المناداة بإسقاط النظام.