دفع ازدياد شغف الفئة النسوية من سكان قطاع غزة بالأشياء الأثرية، الشاب براء السوسي، إلى استكمال سلسلة عرضه مقتنياته خلال معرض "أنتيكا" في نسخته الثالثة، بعد النجاحات الشخصية التي حققها من خلال النسختين السابقتين، واللتين حازتا إعجاب الغزّيات من رواد معرض المشغولات الأثرية.
وافتتح السوسي معرضه الثالث، اليوم الأربعاء، في مدينة غزة، وعرض خلاله مشغولات يدوية وإكسسوارات، وأحجارا كريمة، وقطعا خشبية ونحاسية قديمة، وعشرات القطع التي تعود إلى عصور وحضارات مختلفة، تفوق أعمار بعضها 50 عاماً، إذ احترف هذه المهنة منذ 8 سنوات.
وأوضح السوسي، لـ"العربي الجديد"، أنه يجمع الأشياء الأثرية من خلال بعض الأصدقاء والمعارف داخل غزة وخارجها، مستغلاً فترة فتح المعابر لإدخال وتوصيل المشغولات المطلوبة، مشيراً إلى أن "أنتيكا 1 و2" لقيا إعجاب الغزّيين، خاصة الفئة النسوية منهم، على إثر ذلك تم افتتاح النسخة الثالثة منه.
ويرغب العشريني، من خلال المعرض الذي يحوي أعمالا من حضارات مختلفة دولية وعربية، إيصال رسالة بضرورة المحافظة على مثل هذه المشغولات الأثرية، وهو مطلب وواجب وطني للحفاظ على حضارة كل بلد، مضيفاً أنه يجب الحفاظ على كل قطعة يفوق عمرها عن عشرات السنين.
واستغلت الفلسطينية هدى رحيم، معرض "أنتيكا"، لعرض أعمالها ومشغولاتها اليدوية عبر لف الورق الملوّن، إذ إنها ترغب في إيصال هوايتها إلى الناس عبر المعرض، حيث كانت تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض فنّها في لف الورق.
وبيّنت، لـ"العربي الجديد"، أن مثل هذه المعارض والفنون تعزز من مكانة التراث والحفاظ على المقتنيات الأثرية من قبل الفلسطينيين وغيرهم من دول مختلفة، مضيفةً أنها تشجع مثل هذه الأعمال، ويجب استثمار مثل هذه المعارض لإيصال رسالة بأن الغزّيين يقدرون المشغولات الثمينة.
ودفع حب تلك الأعمال واقتناؤها، الفلسطينية عبير أبو النجا، إلى طلب أحد الصناديق المنقوشة بالصدف الحلبي-السوري، من الشاب السوسي، والذي استطاع من خلال مصادره وفتح معبر رفح البري، خلال الفترة الأخيرة، جلبه لها وعرض عينات أخرى منه، من خلال معرض "أنتيكا 3".
وقالت أبو النجا، لـ"العربي الجديد"، إن شغفها بتلك المشغولات جعلها من زوار ذلك المعرض، إذ أعربت عن سعادتها لحصولها على الصندوق الذي طلبته قبل أسبوع وإضافته إلى الزاوية الأثرية في منزلها، موضحةً أن الأشياء الأثرية لا تعبر عن ثقافة وعلم أكثر من كونها مقتنيات تبعث طاقة إيجابية لمن يحتفظ بها.
إلى ذلك، لم تخف الغزّية إنصاف حبيب، حبها للمشغولات الأثرية، والتي دفعتها إلى اقتناء أحدها، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أنه من الضرورة دعم الشباب الذين يحافظون على التراث والإرث التاريخي من المشغولات القديمة، خصوصاً أن اقتناءها يعمل على تذكير الفلسطينيين وغيرهم بالحضارة والتاريخ.
وتضيف حبيب، أن النحاسيات والقطع المعدنية والأحجار الكريمة والمشغولات وغيرها لا تحتاج إلى معرض واحد، إذ يجب إيجاد معرض دائم وقائم على تلك الأعمال التراثية والحضارية، ودعم الموهوبين في اكتشاف واقتناء مثل هذا الإرث التاريخي والحضاري من العصور والحضارات القديمة.
(صور عبدالحكيم أبورياش)