وأوضح الخطيب في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، أن الاحتلال "يحاول أن يحرج دائرة الأوقاف وسحب صلاحياتها، من خلال تطبيق قانون الآثار الإسرائيلي على المسجد الأقصى، ومنع أعمال دائرة الأوقاف والأعمال العمرانية في المسجد".
وقال الشيخ الخطيب إنه "حتى في ما يتعلق بتغيير بلاطة، هم يمنعون الدائرة ويعتقلون الموظفين والمسؤولين لمنعهم من هذا الإعمار"، لافتاً خصوصاً إلى ما حصل في الفترة الأخيرة مع مدير مشروعات الإعمار، "الذي كان يحاول أن يمنع الشرطة الإسرائيلية من التدخل في شؤون عمل الأوقاف وإعمار المسجد الأقصى، لكنه اعتقل رغم كونه مسؤولاً كبيراً في دائرة الأوقاف الإسلامية".
وأكد مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن ما جرى مع هذا المسؤول، يدلّ بوضوح على "وجود خطة مبرمجة ضد المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف، فهم يعتبرون أن المسجد هو الهيكل".
وشدد الخطيب على أن حكومة إسرائيل "تعمل جاهدة بصراحة على تغيير الواقع الديني والتاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، والسيطرة الكاملة على كل مرافق المسجد، ومنع العمل فيه إلا بموافقتها وبمشاركتها ومشاورتها، وهذا لن يحصل".
وأكد الخطيب موقف دائرة الأوقاف الواضح بعدم الشراكة والتقسيم، وعدم سماحها بأن يكون هناك أي حق لغير المسلمين في "لأقصى". وقال: "هذا المسجد إسلامي، نحن نقوم بعملنا نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء، نحن ننفذ وصاية الملك الأردني على المسجد الأقصى، نحن نتبع لدولة وحكومة قائمة على هذا المسجد بموافقة إسرائيل، وباتفاقيات موقعة مع حكومة إسرائيل، لكنها تتنصل من هذه الاتفاقيات، وتعمل جاهدة على تغيير هذا الواقع".
وأكد الشيخ الخطيب أن دائرة الأوقاف "ستبقى أمينة على حمل المسؤولية في حماية الأقصى والدفاع عنه"، داعياً شعوب الأمتين العربية والإسلامية وقادتهما إلى "تحمل مسؤولياتهم تجاه الأقصى الذي بات اليوم يواجه أشد الأخطار".
وحذر الخطيب من التصعيد الخطير الذي تقترفه قوات الاحتلال بحق المسجد الأقصى وحرّاسه وسدنته وكبار موظفيه والمصلين والمرابطين فيه، بالاعتداء عليهم كما حدث مؤخراً، وآخر هذه الاعتداءات الاعتداء الذي نفذه جنود الاحتلال بحق أربعة شبان فلسطينيين كانوا يحاولون منع شرطة الاحتلال من اقتحام مصلى الرحمة وتدنيسه بنعالها، وهي اعتداءات باتت مكررة.
وقال الخطيب: "إن دائرة الأوقاف تتعرض لضغوط من قبل الشرطة الإسرائيلية، فهناك حصار وقبضة أمنية على الأقصى، وهناك اقتحامات للمتطرفين اليهود تتم بحماية من الاحتلال، الذي يدخلهم من باب المغاربة عنوة ومن دون تنسيق مع دائرة الأوقاف إلى المسجد الأقصى، ثم يقومون بجولات استفزازية داخل الأقصى ويحاولون أداء صلوات تلمودية فيه، ما يستفز مشاعر المسلمين، علماً أن هذه الاقتحامات باتت في تزايد مستمر يوماً بعد يوم، وخاصة خلال فترة الأعياد اليهودية التي تكون وبالاً على مدينة القدس والمسجد الأقصى".
ودعا الخطيب كل مسلمي العالم لمراعاة "الأقصى" بمشاعرهم وعقيدتهم، والعمل جاهدين على تحريره من براثن الاحتلال، ليعود إسلامياً كما كان.