صادف أن جاء تنظيم "الأيام الثقافية البرتغالية" في المغرب هذا العام آخر أيام كأس أوروبا للأمم التي فازت بها البرتغال بشكل مفاجئ، ما ألقى الأضواء على كل ما يتعلق بهذا البلد، وزاد من الإقبال على فعاليات التظاهرة. هكذا، يحدث أن تدفع الرياضة بالنشاط الثقافي وهي التي تُتّهم غالباً بأنها أحد أسباب العزوف عنه. ولعلّها كانت فرصة كي يلامس الكثيرون أسماء برتغالية أخرى غير أسماء لاعبي كرة القدم.
الليلة، في مدينة الصويرة، تختتم فعاليات التظاهرة بعرض فيلم وثائقي بعنوان "فادو.. تاريخ أغنية" (الفادو نمط موسيقي شعبي) للمخرج برديغاو كيروغا، وهو عمل يعود إلى سيرة الفنانة أماليا رودريغيس التي تُعدّ أشهر مغنّية في هذا النمط الموسيقي الذي يتميّز ببساطة اللحن وقلّة تركيبه ما يتيح اندماجه بالشعر والارتجالات.
حضور الفادو لا يقتصر على فعالية الاختتام، إذ كان محور معرض فنون تشكيلية لفنانين برتغاليين يرصد تاريخ هذا النمط الذي ظهر في القرن التاسع عشر وتداخل تطوّره التاريخي بالحياة العامة في البرتغال؛ إذ كان أحد أبرز فضاءات مقاومة الديكتاتورية، كما ظلّ يتطوّر مع موجات الهجرة من البرازيل وأفريقيا نحو البرتغال ويتأثّر بهذه المناخات.
من الفعاليات الأخرى في التظاهرة الحفل الموسيقي الذي أحياه عازف الغيتار البرتغالي كوستوديو كاستيلو في العاشر من الشهر الجاري، وقد شاركته العرض المغنية سورايا برانكو. فيما خُصّصت سهرة أمس للسينما؛ حيث عُرضت ثلاثة أفلام قصيرة باللغة البرتغالية.