لهذا كلّه، عُقد مؤتمر صحافي قبل ظهر اليوم في فندق "بريستول" (بيروت) للإعلان عن برنامج الأسبوع، الذي يتضمن نشاطات عدة تتعلّق بمهرجان "أيام بيروت السينمائية"، الذي يتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس "بيروت دي. سي."، بمشاركة المديرة الفنية للمهرجان زينة صفير، والمديرة التنفيذية جيسيكا خوري، ومدير "ملتقى بيروت السينمائي" جاد أبي خليل، ورئيسة "مؤسّسة سينما لبنان" مايا دو فريج، ومديرة "مؤسّسة متروبوليس" هانيا مروّة.
يُفتتَح المهرجان مساء الجمعة، 29 مارس/ آذار الحالي، بفيلم "عن الآباء والأبناء" للسوري طلال ديركي، الذي يُصوّر حياة عائلة عنصر بتنظيم إسلامي متطرف، يريد أن يجعل ابنه مقاتلاً. ومن خلال هذه الزاوية، يتناول موضوع التطرّف، وتوارث ثقافة العنف، ومستقبل الجيل الجديد في سورية. رُشِّح الفيلم لـ"أوسكار" أفضل فيلم وثائقي طويل (2019).
أما فيلم الختام، فهو "يوم الدين" للمصري أبو بكر شوقي، عن قصّة رجل ترعرع في مُستعمرة للمصابين بالجُذام، ينطلق في رحلة بحث عن جذوره. يؤدّي راضي جمال الدور، وهو أرسل إلى المُستعمرة في بداية مراهقته، بسبب تشخيص غير صحيح. ورغم كونه أول فيلم روائي لشوقي، إلا أنه اختير للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2019) لمهرجان "كانّ"، علمًا أن شوقي صوّر وثائقيًا عن مستعمرة أبو زعبل قبل هذا الفيلم.
يشتمل البرنامج على أفلام 4 مخرجين مصريين: الوثائقي "الحلم البعيد" للمصري مروان عمارة والألمانية يوهانا دومكي، ويتناول قصص شبان مصريين يعملون في شرم الشيخ، ويعيشون تجاذبًا بين ما توفره لهم المدينة من حرية وكسب سريع، وما تمثّله من حياة على الطريقة الغربية، بالإضافة إلى التقاليد الشرقية التي نشأوا في ظلّها، وذلك كلّه بعد هجوم إرهابي تعرّضت له المدينة قبل أعوام. ويتناول "أمل" لمحمد صيام الثورة المصرية من خلال مراهقة، رافقتها الكاميرا حتى بلوغها 20 عامًا. في "ليل خارجي"، وظّف أحمد عبدالله الكاميرا لسرد تجارب وهواجس وأحلام، من خلال 3 أشخاص من عوالم لا يمكنها التلاقي، يجدون أنفسهم مضطرين لقضاء ليلة معًا، يخالفون فيها شكل الحياة التي اعتادوها.
Facebook Post |
إلى ذلك، هناك "عفاريت الاسفلت" لأسامة فوزي، الذي توفّي في سنّ باكرة قبل أسابيع، كتحية تكريم له في مناسبة عيد ميلاده، الذي يُصادف في مارس/ آذار الجاري. أما "تأتون من بعيد" لأمل رمسيس، فيروي قصّة غير عادية لعائلة فلسطينية تشتّتت وافترق أفرادها بسبب الاضطرابات التي شهدها القرن العشرون، بدءًا من الحرب الأهلية الإسبانية التي شارك فيها الأب نجاتي صدقي، ضد حكم فرانكو، مرورًا بالحرب العالمية الثانية، وبعدها النكبة الفلسطينية، ثم الحرب اللبنانية.
كما خُصِّصَت حصّة كبيرة لفلسطين، من خلال فئة "نظرة على غزة"، التي تنظَّم بالتعاون مع "جمعية التعاون"، تُعرَض فيها أفلام مختلفة، كالوثائقي "طريق السمّوني" للإيطالي ستيفانو سافونا، عن المجزرة التي سقط ضحيتها 29 فردًا من عائلة السمّوني خلال عرس في مدينة غزة، غالبيتهم أطفال ونساء. ويتناول"ابولون غزة" للسويسري نيكولا واديموف موضوع التمثال الأثري لإله الشمس والموسيقي أبولون في غزّة، الذي اختفى في ظروف غامضة.
أما البشر المخفيّون قسرًا، أي ضحايا الخطف، فيتناولهم "طرس رحلة الصعود إلى المرئي" للبناني غسان حلواني، وهو فيلم تجريبي وثائقي عرض للمرة الأولى، ويتناول قصّة رجل تم اختطافه في لبنان قبل 35 عامًا، وكان المخرج شاهداً على اختطافه، ولم يظهر بعد، لكنّ المخرج يصوّر ظهوره على طريقته.
في البرنامج أيضاً، الوثائقي "بمشي وبعدّ" الوثائقي للّبنانية سينتيا شقير، الذي يتناول اللاجئين في الجزيرة اليونانية "لسبوس"، و"المرجوحة" للّبناني سيريل عريس، وفيه يصور المخرج جدّه وجدته وطريقة تعاطيهما مع فاجعة وفاة ابنتهما، و"وردة" للّبناني غسان سلهب، المستوحى من حياة الفيلسوفة والمناضلة روزا لوكسمبرغ، أشهر شيوعية في التاريخ، بمناسبة مئوية اغتيالها.
وتستضيف "دار النمر" أمسية تكريمية للراحلة جوسلين صعب، في تحية لها، يديرها هادي زكّاك، ويشارك فيها فواز طرابلسي وميشال تيّان وملاك مروة، الذين يتناولون نظرة ثلاثة أجيال إلى مسيرتها.
تجدر الإشارة إلى أن العروض تقام في "متروبوليس ـ أمبير صوفيل"، فيما تستضيف "دار النمر" عروض "نظرة على غزة". ويُعرض "طريق السمّوني" في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين. وتقام عروض أخرى في "الجامعة الأميركية اللبنانية" في بيروت، و"سينما إشبيلية" في صيدا، و"بيت الفنان" في حمّانا.