لعل الناظر في قائمة جوائز الدورة الحالية يقف على التفاف المنظمات غير الحكومية على المهرجان، فهي التي منحت جوائز 2016، وهو أمر جيد إلى حدّ كبير، فإذا كان للإدارة وجهة نظرٍ في إلغاء المسابقة باعتبار تشعّب الفن المسرحي اليوم وصعوبة ترتيب الأعمال بشكل منصف، فإن المسابقة تظل عاملاً من عوامل صناعة الحركيّة. لكن ما قيمة المسابقة والجوائز إذا لم تكن قائمة على معايير؟
كانت الجائزة الرئيسية من نصيب مسرحية "عروق الرمل" للمخرج التونسي حافظ زليط، وهي جائزة تمنحها منظمة "زو هيومن" البلجيكية و"النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين". فيما أسندت المنظمة النسوية التونسية "نساء وذاكرة" جائزة أفضل ممثلة للتونسية منى التلمودي عن دورها في مسرحية "ثورة دونكيشوت"، علماً أننا لا نجد جائزة موازية للأدوار الرجالية، مقابل حضور جائزة "أفضل تصميم ديكور" والتي حازها صبري العتروس، من تونس أيضاً، والذي شارك في أكثر من عمل في المهرجان مثل "سابيانس" لعصام عياري و"المجنون" لـ توفيق الجبالي، إضافة إلى عرض الاختتام.
أليس مستغرباً أن تؤول كل الجوائز إلى أسماء تونسية؟ ألا يخلّ ذلك بالأبعاد العربية والأفريقية والمتوسّطية التي يعلنها المشرفون على "قرطاج"؟ ألم يكن على المنظمين أن يكلفوا أنفسهم عناء تأطير عملية منح الجوائز، خصوصاً وأنهم أعفوا أنفسهم من تخصيص لجنة لتقييم الأعمال، فعلى الأقل التنسيق مع المانحين بحيث تمسح الجوائز مختلف الجوانب المسرحية مثل الإخراج وكتابة النص وغيرها؟