أشكال الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحافيين الفلسطينيين وثقها "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" في فيلم وثائقي بعنوان "إخراس الصحافة"، عرض بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة". حملت مشاهد الفيلم أقسى أشكال الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الكوادر الإعلامية في مختلف أماكن النزاعات والأحداث ومناطق التماس.
[اقرأ أيضاً: فريدوم هاوس: الحريات الصحافية هي الأسوأ منذ عام 1999]
قنابل الصوت والغاز كانت سيدة الموقف في المشاهد التي شملها الفيلم، الذي جاء عقب اختتام المركز الفلسطيني حملتين لتعزيز حرية العمل الصحافي، إضافة إلى إطلاق النار المباشر والأعيرة المطاطية، والضرب والاعتقال ومصادرة كاميرات الصحافيين وتهشيمها.
الفيلم شمل مشاهد للاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، والتي استمرت 51 يوماً، إضافة إلى مشاهد الاعتداء على الصحافيين في الضفة الغربية، خلال تغطية التظاهرات اليومية والأسبوعية، والفعاليات التي تجري في مناطق التماس مع جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يبد أي اكتراث بضرورة إفساح المجال أمام حرية العمل الصحافي الذي لا يقيم له أدنى وزن.
حمدي الشوبكي مصور صحافي تعرض لإصابة بليغة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، عندما توجه مع زملائه المصورين إلى منطقة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، من أجل نقل أحداث استهداف الاحتلال الإسرائيلي منزلا مدنيا خلال سريان تهدئة مؤقتة.
الشوبكي قال ضمن الفيلم إن الاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين تزايدت بشكل كبير خلال الحرب على غزة، وتحدث عن أشكال الاستهداف الإسرائيلي للمقار الصحافية وبيوت الصحافيين، والاستهداف المباشر خلال التغطية الإعلامية للأحداث الجارية.
من ناحيته؛ أشار المصور الصحافي إياد حمد، من الضفة الغربية، إلى الاعتداءات المتواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين الذين يغطون المواجهات والتظاهرات السلمية، وقال: "نحمل كل شارات الصحافة، ونلبس الدروع الواقية والمزينة بكلمة الصحافة، ومع ذلك يتم الاعتداء علينا".
وقال رئيس مجلس إدارة "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان"، رياض الزعنون، إنّ الإعلام الفلسطيني استطاع أن يهزم الإعلام الإسرائيلي بالحقيقة، ونقل الصورة عبر مختلف وسائل الإعلام، وأوضح للعيان الزيف الإسرائيلي، رغم الاعتداءات المتواصلة.
وأشار الزعنون خلال الاحتفالية إلى أن: "إصرار الصحافيين الفلسطينيين على إيصال الصورة والرسالة، ساهم في خروج المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني التي تطالب بالحقوق الفلسطينية، وتندد بالممارسات الإسرائيلية". موضحاً أن الإعلام تفوق على مدار الحروب الثلاث في إيصال الرسالة.
وتحدث الزعنون عن الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين ومقارهم وسياراتهم ومكاتبهم ومعداتهم، وقال: "على الرغم من الانتهاكات، إلا أن الإعلاميين واصلوا جهودهم من خلال وسائلهم التي تصدت وتتصدى كل يوم لكشف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، والتركيز على ما يريده الشعب".
من جانبه، عرض الباحث نافذ الخالدي تقريراً يوثق انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطواقم الصحافية العاملة في الأرض الفلسطينية المحتلة التي وقعت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من 1 أبريل/نيسان 2014 حتى 31 مارس/آذار 2015.
وقال: "خلال هذه الفترة، حدثت 6 جرائم قتل راح ضحيتها أربعة صحافيين وعاملان لصالح وسائل إعلام، 35 حالة إطلاق نار أدت إلى إصابة صحافيين بجروح مختلفة، و9 حالات تعرض خلالها صحافيون لضرب وإهانة، و21 حالة تعرض خلالها صحافيون للاعتقال والاحتجاز".
وواصل الخالدي: "إضافة إلى ذلك، جرت حالة منع لصحافي من ممارسة عمله، و3 حالات تم فيها مصادرة بطاقة صحافية أو أجهزة أو معدات، و4 حالات مداهمة منازل لصحافيين، و11 حالة تم خلالها مداهمة وتفتيش وقصف مكاتب صحافية".