أصدر المؤتمر النقابي الدولي، الذي نظم أمس السبت بتونس تضامنا مع فلسطين، "إعلان تونس"، الذي اعتبر قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي "قرارا باطلا".
ونظم الاتحاد العام التونسي للشغل المؤتمر احتفالا بالذكرى السابعة للثورة والذكرى الثانية والسبعين لتأسيسه، وعبر المشاركون من مختلف النقابات الدولية والعربية عن إدانتهم لقرار الرئيس الأميركي، مشددين، من خلال البيان الختامي، على أنّ "هذا القرار باطل ولن يعطي أيّة شرعية لإسرائيل في القدس".
ودان "إعلان تونس" قرار ترامب، الذي وصفه بـ"الأحادي الجانب، الذي تضمن انحيازا موصوفا للاحتلال الإسرائيلي بما ينفي دور الولايات المتحدة في العملية السياسية، ويفقدها أهليّتها كوسيط في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط"، مشيدا بـ"موقف المجتمع الدولي الرافض لهذا القرار الباطل الذي دانته مختلف دوله بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول 2017، تعبيرا منها عن تمسّكها بالشرعية الدولية وبالمكانة الخاصة لمدينة القدس".
ونبه المجتمعون إلى أنّ "هذا القرار الجائر مؤشّر خطير على إطلاق العنان لإسرائيل للمضيّ قدما في مشروعها الرامي لتأسيس دولة يهودية، بما يهدّد بتحويل الصراع القائم في فلسطين من صراع سياسي قائم على قواعد الحوار والتفاوض والاحتكام للقانون الدولي، إلى صراع ديني يغذّي التطرف والتعصب والعنف، ويقوّض الجهود التي تبذل لاستئناف عملية السلام، وفق مقتضيات القانون الدولي والاتّفاقيات المبرمة، وبخاصّة قرارات مجلس الأمن".
وأكد المؤتمر تضامنه مع الشعب الفلسطيني في صموده ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وسياسة ضمّ الأراضي الفلسطينية، داعيا إلى "إيقاف التمييز ضدّ العمال الفلسطينيين والاستغلال المتواصل للمقدرات الطبيعية للأراضي المحتلة، وسياسة التهجير الممنهجة للسكّان الفلسطينيين، والفصل العنصري الذي تعبّر عنه الصورة الصادمة للجدار العازل".
ودعا المشاركون جميع الحكومات في العالم والهيئات الدولية ذات الصلة لـ"تتحمّل مسؤوليّاتها تجاه انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل الكيان الإسرائيلي، واتّخاذ المواقف والإجراءات السياسية والاقتصادية المناسبة لإجباره على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي في إنهاء احتلال أرض فلسطين، ولقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى عدم المساس بالوضع القانوني للقدس وتفعيل القواعد الآمرة في القانون الدولي".
وفي السياق، قال الأمين العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم اتحاد الشغل، سامي الطاهري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الموقف كان واضحا وحازما، وهو اعتبار قرار الرئيس الأميركي باطلا"، مشددا على أن "بيان النقابات الدولية مختلف عن بقية البيانات، لأنه ليس مجرد بيان حزبي أو لجمعيات، بل صادر عن حركة عمالية تضم أكثر من 280 مليون منخرط، وبالتالي فإن صداه ووقعه كبير، وسيكون بما تضمنه من نقاط حاضرا في كل المناسبات الدولية".
وأضاف الطاهري أنّ "النقابات العمالية موحدة في نصرة القضية الفلسطينية، وستعمل على التصدي لقرار ترامب فيما يتعلق بالقدس"، مبينا أن "الحركة النقابية ستشتغل لمزيد الضغط وتعميق الموقف في المؤتمرات القادمة، ومنها مؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات، والذي سيضم عددا أكبر من النقابات العربية والعالمية، بعضها كان قد اعتذر عن مؤتمر تونس لظروف خاصة، ولكنهم سينضمون إلى المؤتمرات القادمة، وستتسع رقعة التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع المكانة الخاصة التي تتمتّع بها مدينة القدس، احتراما وحماية لتنوّعها الديني والروحي والثقافي الفريد".