أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" أن دولة قطر أحرزت تقدما كبيرا في مجال سلامة الطيران المدني، وحلت ضمن 48 دولة أحرزت تقدما في التغلب على أوجه القصور في ما يتعلق بمراقبة السلامة الجوية، وتحسين التنفيذ الفعال للقواعد والتوصيات الدولية المتعلقة بهذا المجال، وكرمت المنظمة الدولية هيئة الطيران القطري على هذا الإنجاز.
وثمنت "إيكاو" الإنجاز النوعي الذي حققته هيئة الطيران المدني في قطر على مستوى نتائج التدقيق الشامل في سلامة الطيران المدني، وفق البرنامج العالمي، الذي أجرته المنظمة الدولية، للتحقق من مدى توافق مقاييس السلامة الجوية القطرية مع القواعد والمواصفات القياسية الدولية الواردة في معاهدة شيكاغو للطيران المدني الدولي وملاحقها.
وحصلت قطر على نسبة توافق بلغت 91.16% وفق المعايير الجديدة التي وضعتها المنظمة الدولية والتي جرى تطبيقها عام 2018، لتصبح قطر الأولى التي تحصل على تلك النسبة من خلال نتائج التدقيق الشامل في جميع جوانب السلامة الجوية لمنظومة الطيران المدني، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا".
وخلال فترة الحصار المفروض على قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017، استطاعت الدولة الغنية بالغاز التغلب على مصاعبه وآثاره، وذلك عن طريق إيجاد البدائل الكفيلة باستمرار عمليات الناقلة الوطنية "الخطوط الجوية القطرية" دون توقف، واستمرار العمليات من وإلى مطار حمد الدولي.
كما استطاع ملف قطر الفني أن يحصد تأييدا دوليا من أعضاء مجلس منظمة الطيران المدني الدولي الذي طالب في اجتماعه الاستثنائي الذي عقد في 31 يوليو/ تموز 2017، جميع الدول الأعضاء في المنظمة بالامتثال لبنود اتفاقية شيكاغو 1944 وملاحقها.
واستند ملف قطر الفني إلى قانون الطيران المدني الدولي ومبادئ اتفاقية شيكاغو لضمان سلامة النقل الجوي الدولي وكفاءته واستدامته وحرية الملاحة الجوية، ما دفع دول الحصار إلى التراجع عن موقفها بإغلاق الممرات الجوية فوق المياه الدولية قبيل انعقاد الجلسة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة إيكاو، وذلك تفاديا لإدانتها من قبل المجتمع الدولي نتيجة خرقها للقوانين الدولية للطيران المدني وتعديها على حق المرور الجوي.
وقد توج تفوق الجانب الفني للملف القطري بقرار "إيكاو" بفتح سبعة ممرات جوية فوق المياه الدولية في الخليج العربي وبحر العرب وخليج عمان، أمام الطائرات المسجلة بدولة قطر، ما ساهم في تقليص المسافات وتقليل زمن الرحلات الجوية وضمان انسيابية حركة الطيران وتحقيق أمنه وسلامته.
وفي خطوة مماثلة، عملت قطر على إعداد ملف فني شامل مدعم بالحجج والمعطيات القانونية اللازمة إلى منظمة "إيكاو" للمطالبة بفتح الممرات الجوية فوق دول الحصار، وتنفيذ اتفاقية العبور بالترانزيت وهما من الحقوق التي تكفلها اتفاقية شيكاغو.
كما حصدت قطر شهادة تقدير أخرى تكريما لها على النتائج التي حققتها في العام 2017 في تطبيق معايير أمن الطيران المدني، بحصولها على نسبة 99.10 في تطبيق معايير الملحق السابع عشر المتعلق بأمن الطيران المدني، وهو المعيار الأهم في مجال التدقيق الأمني، كما حققت نسبة 96.76 في ما يخص تنفيذ العناصر الحيوية المتعلقة بأمن الطيران المدني، ونسبة 100 في تطبيق المعايير الأمنية الواردة بالملحق التاسع لاتفاقية الطيران المدني الدولي المتعلق بالتسهيلات.
ويأتي هذا التكريم، في إطار مشاركة دولة قطر في اجتماعات الدورة الأربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" في مونتريال بكندا.
وقد سبق للهيئة القطرية أن حققت رقما قياسيا في نتائج التدقيق الشامل في سلامة الطيران المدني، وفق البرنامج العالمي للتدقيق في سلامة الطيران المدني (USOAP)، والذي أجرته المنظمة الدولية للطيران المدني على الهيئة ومنظومة السلامة الجوية التابعة لها.
وافتتحت قطر أخيرا مكتبا دائما في منظمة الطيران المدني الدولي، بمدينة مونتريال الكندية، بجانب فوزها بعضوية المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني.