أعلن "بيت الشعر المغربي"، اليوم، عن منح "جائزة الأركانة العالمية للشعر" هذا العام، للشاعر المغربي محمد بن طلحة.
ما يميز هذه الجائزة عن ماراثون الجوائز الأدبية العربية الأخرى، أنها مخصصة للشعر فقط، وأنها مفتوحة على خيارات عالمية، فقد منحت لشعراء من جنسيات مختلفة، ومن بينهم إيف بونفوا من فرنسا، وأنطونيو غامونيدا من إسبانيا، ومارلين هاكر من أميركا، ونونو جوديس من البرتغال، وبي داو من الصين، وسعدي يوسف من العراق ومحمود درويش من فلسطين.
ومن هذه الأسماء التي منحت لها اكتسبت "الأركانة" مكانتها منذ إطلاقها عام 2002، وليس من قيمتها المادية التي تبلغ 120 ألف درهم مغربي (15 ألف دولار). لكن ورغم هذه الأسماء والسنوات، لم تحقق الجائزة ترقباً واهتماماً عربيين، إذ لا يجري تذكرها عادة إلا يوم الإعلان عنها.
ورغم صفة "العالمية" في اسم الجائزة فإنها تبدو متجهة أكثر فأكثر نحو المحلية، ليس لأن الفائز بها هذا العام شاعر مغربي، وإنما لصداها المحلي أيضاً واقتصار لجنة تحكيمها على كتّاب من المغرب، إذ تكونت هذا العام من الشعراء محمد الأشعري (رئيساً) ورشيد المومني وحسن نجمي ونجيب خداري، والناقدين عبد الرحمن طنكول وخالد بلقاسم.
وبحسب البيان الصحافي للجائزة، فإن تجربة محمد بن طلحة (فاس، 1950) "اِنبَنت على تفاعُل خلاّق لا مع الشعريّة العربيّة وحسب، بل أيضاً مع الشعريّات العالميّة، وتمكنّت من أن تنحِتَ لذاتها ملمَحَها الخاصّ، الذي يَحملُ دمغة الشاعر في بناء رُؤية شعريّة مُركَّبة، وفي النزوع الدائم إلى اكتشاف أشكال جديدة، وفي الانتصار الجماليّ للغة العربيّة".
استعان بن طلحة، في قصيدته بالأسطورة والفلسفة وأدخل السرد إليها. وأصدر عدة مجموعات منها: "نشيد البجع" (1989)، و"غيمة أو حجر" (1990)، و"سدوم" (1992)، و"بعكس الماء" (2000) وقد صدرت هذه المجموعات الشعرية في كتاب "ليتني أعمى" (2002).
كان آخر إصدارات بن طلحة مجموعة "قليلاً أكثر" (2007)، ومنها نقرأ في قصيدة بعنوان 'أنا سليل الهمج'':"في مقبرة ولدت/ وفي حانة أموت/ حكيم كالرماد/ وحيثما حللت، كألوان الطيف/ لا أستريح/ أتجدد/ صبرا علي/ هنيهة واخرق ما أريد: قبالة شواطئ اللغة، ناقلة بترول/ تحت أجفان العائلة، رداء الغطس/ وتحت أجفاني، معاهدة شنغن/ وقانون الصحافة/ ماذا سأخسر؟/ كائن هيروغليفي، أنا/ في أوقات الفراغ/ أبيع الخمور/ للموتى/ وفي أوقات الشدة/ أقول للحضارة: لست أمي/ أيضا، أغامر/ وأسرق التعويذة/ من تحت رأس كل مومياء/ وجدتها في طريق".
أما في نصه ''قرأت صافو'' من المجموعة نفسها، فنقرأ: "النهر يجري/ وأقدامي/ فيه. ما العمل؟/ كل موجة هادرة علامة ترقيم/ وكل صفحة مبتورة، لورانس داريل سوف يستشهد بها/ على قوة العباب/ الطوفان على الأبواب/ وصافو،/ كلما تقدمت في السن/ تطلعت إلى أشياء كثيرة، من بينها: الخط الجميل/ والعبارات المسروقة".