ترقب شركات الاتصالات الروسية قرار السلطات الحكومية في مسألة تحديد الترددات المخصصة لخدمات الإنترنت من الجيل الخامس، مما سيتيح لها زيادة أرباحها بعد تشبع سوق اتصالات المحمول وإنترنت الجيل الرابع واستقرار الأسعار عند أدنى مستويات عالمياً.
ومن العوامل التي تعرقل إطلاق خدمات الجيل الخامس في البلاد، الصعوبات المتعلقة بتخصيص الترددات، إذ إن طيف "3.4 - 3.8 جيغا هرتز" الذي يعتمده الجيل الخامس، يستخدم في روسيا للخدمات الحكومية، بما فيها العسكرية منها.
ومع ذلك، يتوقع مسؤول التنمية في شركة "بورصة تيليكوم"، فاسيلي بيمينوف، أن تتوصل الحكومة الروسية لحل وسط في ما يتعلق بالترددات بين السلطات وشركات الاتصالات الروسية التي تنظر إلى خدمات الجيل الخامس في سياق رفع أسعار الخدمات.
ويقول بيمينوف لـ"العربي الجديد": "بدأت جميع شركات الاتصالات الروسية باختبار الأبراج التجريبية للجيل الخامس على الترددات المرتفعة، لأن المتوسطة منها تتقاطع مع ترددات وزارة الدفاع، ولكن هناك مؤشرات لقرب التوصل إلى حل وسط في ما يتعلق بالترددات".
وحول دوافع الشركات الروسية للتسابق على تقديم خدمات الجيل الخامس، يضيف: "تتسم سوق الاتصالات في روسيا بأسعار خدمات منخفضة إلى حد كبير، ولذلك يجري النظر في إطلاق خدمات الجيل الخامس في سياق زيادة الأسعار، إذ لم تعد هناك إمكانية لجني أرباح بلا تكنولوجيا جديدة".
وبحسب الأرقام الصادرة عن وكالة "كونتنت ريفيو" المتخصصة في شؤون الاتصالات، فإن روسيا تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً من حيث متوسط سعر "جيغا بايت" من إنترنت المحمول بعد كل من إيران وكازاخستان ومصر، والأولى عالمياً بين الدول ذات أرخص خدمات الإنترنت غير المحدود للأجهزة الذكية.
وتشير تقديرات الوكالة ذاتها إلى أن جائحة كورونا كبدت شركات المحمول الروسية خسائر بلغ مجموعها ما يعادل نحو 400 مليون دولار خلال الفترة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2020، وذلك جراء إغلاق متاجرها وتعطل خدمات التجول الدولي بعد إغلاق الحدود، والاضطرار لتطوير الشبكات بعد تحويل الموظفين في أغلب القطاعات إلى نظام العمل عن بعد.
وكانت شركة "إم تي إس" الروسية قد حصلت في نهاية يوليو/تموز الماضي، على أول ترخيص لتشغيل اتصالات الجيل الخامس في روسيا، ومن بين شروطه أن تبدأ الشركة بتقديم الخدمات في موعد غايته يوليو/تموز 2022 مع تحديد طيف الترددات بين 24.25 و24.65 جيغا هرتز.