تعد شبكة الإنترنت من أسرع وسائل التواصل العصري في المجتمع الحديث، والأكثر قدرة على التأثير. وعلى مدى العصور، كانت الثقافة تنتقل بين الناس بوسائل مختلفة، إما عبر التلقي المباشر أو عبر قراءة الكتب أو وسائل الإعلام، ولكن أين موقع الثقافة من هذه التكنولوجيا الحديثة؟ وما هو دور شبكة الإنترنت في نشر الثقافة؟ إن الثقافة العربية الإلكترونية فقيرة جداً، ونستطيع ملاحظة ذلك بمقارنة بسيطة بين ويكيبيديا العربية وويكيبيديا الإنكليزية مثلاً. وفي سبيل إغناء الثقافة العربية الإلكترونية، أُنشِئت مُؤخّراً العديد من المواقع الثقافية العربية، ومنها موقع 7GATES، أي "البوابات السبع".
وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد" مع مؤسسة موقع 7GATES، ومديرة تحريره، ديانا القاسم، أخبرتنا عن الموقع:
"يطمحُ موقع 7GATES لأن يكون منصّةً إخباريّة، نقديّة، وتوثيقيّة لدعم الفنّ والثّقافة بطريقة علميّة. وقمت بتأسيسه وإدارة تحريره حتى اليوم، ويتعاون فيه الآن مجموعة كبيرة من الفنانين من كافة الاختصاصات، ومجموعة من الأدباء والأكاديميين".
وعن مشروع القراءات المسرحية عبر الإنترنت، أشارت القاسم: "بدأت فكرة القراءات المسرحية، أو تسجيلات المسرح، من رغبتي بالاستمرار في النشاط المسرحي، ونشر الثقافة المسرحية. فمعظم قُرّاء الأدب يبتعدون عن المسرح لأنه الأصعب، والمسرح هو النوع الأدبي الأكثر نزعة إلى التحرر، وبذات الوقت، يؤدي دوراً توجيهياً وأخلاقياً عظيماً، ولتحرير عقولنا علينا التشجيع على قراءة ودراسة المسرح والعمل فيه، فهو يتميز عن بقية الأنواع بأنه فن يتضمن منهجاً متكاملاً من العملي والنظري، هو أسلوب حياة جمالي وأخلاقي. وأعتقد أن فكرة قراءة مقاطع معينة مؤثرة من قبل ممثلات وممثلين محترفين ستجذب المستمعين أو المشاهدين، خاصةً إذا قدمناها بأسلوب أداء معاصر مختلف عن القراءات التقليدية".
اقــرأ أيضاً
وعند السؤال عن أهمية مشروع القراءات، والفئة المستهدفة، أجابت القاسم: "الإنترنت أصبح مليئاً بالمواد السهلة التي تريّح العقل، وتقدّم له الحلول الجاهزة، وهذا قاتل للإنسان. المسرح دائماً مستفز ويدعو للتساؤل، ومن المفيد أن نحاول مد هذه المكتبة العربية الافتراضية، الفقيرة رغم ضخامتها، بمواد غنية فكرياً. وأما الشريحة التي يستهدفها المشروع، فهي الشريحة الأكبر التي تعتمد في كل شيء على الإنترنت، وهي جيل الشباب الذين يشكلون أغلبية العالم العربي، والقراءة تتراجع عند هذا الجيل باستمرار، لذلك أجد من مسؤوليتي؛ المساهمة قدر الإمكان في التوعية إلى عدم هجر الثقافة وفقدان الأمل منها، لأنها الحل السلمي الأفضل للتطور، والإنترنت وسيلة حديثة ومجانية ومنتشرة يمكننا استغلالها، كل باختصاصه، لتحسين قيمة الفن في مجتمعنا العربي، والمساهمة في نقل الرسالة الحضارية للإنسان. ولطالما رأيت أن المسرح ينسجم جداً مع التكنولوجيا عموماً والعالم الافتراضي، فابتداءً من التلفزيون التفاعلي، إلى السينما التفاعلية، والتواصل على الشبكة؛ كل هذه الأشكال الحديثة، قد استوحت أساساً تقنياتها من المسرح".
وبنظرة سريعة إلى تسجيلات القراءة المسرحية المنشورة سابقاً، نلاحظ أن غالبيتها مستمدة من نصوص المسرح العالمي، ولم يسجل المسرح العربي حضوره على موقع 7GATES سوى بمقطعين، لسعد الله ونوس، وقد بررت لنا القاسم توجه الموقع بالآتي: "في الحقيقة، اضطر المشروع أن يسير ببطء بسبب ضعف الإمكانيات التقنية، لكن يجري التجهيز الآن لتسجيل مقاطع من نصوص عربية هامة، منها مثلاً ما يعود إلى كتاب المسرح في المهجر. أما مقاطع سعد الله ونوس فسجلت في فترة الاحتفال بعيد المسرح، لأن ونوس هو المسرحي السوري الذي كتب رسالة يوم المسرح العالمي في 1996. وبسبب الرغبة في جذب القراء أكثر إلى المسرح العربي، حاولت البدء باسم معروف أقرب إلى العالمية، لكن سيستمر المشروع في تقديم وتوثيق مقاطع من تاريخ المسرح السوري، الذي يحتوي على الكثير من الكتاب الهامين ابتداءً من أبي خليل القباني إلى محمد الماغوط، وممدوح عدوان، والكتاب الجدد. ويسرني تأكيدكم على هذه النقطة، ولفت النظر إلى أهمية توثيق ثقافتنا وتاريخ مسرحنا، واتخاذ موقف جديد منه أيضاً".
وبالنسبة لدعم المشروع للكتاب السوريين الشباب، قالت القاسم: "إنه مشروع جميل. وفي الحقيقة ما يراودني دائماً، هو القراءات المسرحية لكتاب سوريين جدد، لكنه مستقل بحد ذاته، ويحتاج إلى عمل وجهد أكبر، فأولاً من الصعب جمع المواد بسبب ضعف حركة النشر في العالم العربي، وثانياً كيف ستكون معايير الاختيار، وثالثاً كيفية تسويق هذه التسجيلات وجذب الناس إليها. ربما لدي حلول مبدئية لهذه التحديات، لكن من الأفضل الانتظار قليلاً لاستكمال نضج القراءات على الإنترنت لنصوص بارزة في تاريخ المسرح. ولكنني أشعر أيضاً بوجود ضرورة ملحة للبدء بتوثيق مسرحنا المعاصر أو نشره على الأقل، لأن ما يحدث من تهميش للمنتج الإبداعي المعاصر، للشاب خاصةً، خطير جداً وسيأتي بنتائج وخيمة على المستقبل الثقافي في العالم العربي".
اقــرأ أيضاً
وفي لقاء خاص لـ"العربي الجديد" مع مؤسسة موقع 7GATES، ومديرة تحريره، ديانا القاسم، أخبرتنا عن الموقع:
"يطمحُ موقع 7GATES لأن يكون منصّةً إخباريّة، نقديّة، وتوثيقيّة لدعم الفنّ والثّقافة بطريقة علميّة. وقمت بتأسيسه وإدارة تحريره حتى اليوم، ويتعاون فيه الآن مجموعة كبيرة من الفنانين من كافة الاختصاصات، ومجموعة من الأدباء والأكاديميين".
وعن مشروع القراءات المسرحية عبر الإنترنت، أشارت القاسم: "بدأت فكرة القراءات المسرحية، أو تسجيلات المسرح، من رغبتي بالاستمرار في النشاط المسرحي، ونشر الثقافة المسرحية. فمعظم قُرّاء الأدب يبتعدون عن المسرح لأنه الأصعب، والمسرح هو النوع الأدبي الأكثر نزعة إلى التحرر، وبذات الوقت، يؤدي دوراً توجيهياً وأخلاقياً عظيماً، ولتحرير عقولنا علينا التشجيع على قراءة ودراسة المسرح والعمل فيه، فهو يتميز عن بقية الأنواع بأنه فن يتضمن منهجاً متكاملاً من العملي والنظري، هو أسلوب حياة جمالي وأخلاقي. وأعتقد أن فكرة قراءة مقاطع معينة مؤثرة من قبل ممثلات وممثلين محترفين ستجذب المستمعين أو المشاهدين، خاصةً إذا قدمناها بأسلوب أداء معاصر مختلف عن القراءات التقليدية".
وعند السؤال عن أهمية مشروع القراءات، والفئة المستهدفة، أجابت القاسم: "الإنترنت أصبح مليئاً بالمواد السهلة التي تريّح العقل، وتقدّم له الحلول الجاهزة، وهذا قاتل للإنسان. المسرح دائماً مستفز ويدعو للتساؤل، ومن المفيد أن نحاول مد هذه المكتبة العربية الافتراضية، الفقيرة رغم ضخامتها، بمواد غنية فكرياً. وأما الشريحة التي يستهدفها المشروع، فهي الشريحة الأكبر التي تعتمد في كل شيء على الإنترنت، وهي جيل الشباب الذين يشكلون أغلبية العالم العربي، والقراءة تتراجع عند هذا الجيل باستمرار، لذلك أجد من مسؤوليتي؛ المساهمة قدر الإمكان في التوعية إلى عدم هجر الثقافة وفقدان الأمل منها، لأنها الحل السلمي الأفضل للتطور، والإنترنت وسيلة حديثة ومجانية ومنتشرة يمكننا استغلالها، كل باختصاصه، لتحسين قيمة الفن في مجتمعنا العربي، والمساهمة في نقل الرسالة الحضارية للإنسان. ولطالما رأيت أن المسرح ينسجم جداً مع التكنولوجيا عموماً والعالم الافتراضي، فابتداءً من التلفزيون التفاعلي، إلى السينما التفاعلية، والتواصل على الشبكة؛ كل هذه الأشكال الحديثة، قد استوحت أساساً تقنياتها من المسرح".
وبنظرة سريعة إلى تسجيلات القراءة المسرحية المنشورة سابقاً، نلاحظ أن غالبيتها مستمدة من نصوص المسرح العالمي، ولم يسجل المسرح العربي حضوره على موقع 7GATES سوى بمقطعين، لسعد الله ونوس، وقد بررت لنا القاسم توجه الموقع بالآتي: "في الحقيقة، اضطر المشروع أن يسير ببطء بسبب ضعف الإمكانيات التقنية، لكن يجري التجهيز الآن لتسجيل مقاطع من نصوص عربية هامة، منها مثلاً ما يعود إلى كتاب المسرح في المهجر. أما مقاطع سعد الله ونوس فسجلت في فترة الاحتفال بعيد المسرح، لأن ونوس هو المسرحي السوري الذي كتب رسالة يوم المسرح العالمي في 1996. وبسبب الرغبة في جذب القراء أكثر إلى المسرح العربي، حاولت البدء باسم معروف أقرب إلى العالمية، لكن سيستمر المشروع في تقديم وتوثيق مقاطع من تاريخ المسرح السوري، الذي يحتوي على الكثير من الكتاب الهامين ابتداءً من أبي خليل القباني إلى محمد الماغوط، وممدوح عدوان، والكتاب الجدد. ويسرني تأكيدكم على هذه النقطة، ولفت النظر إلى أهمية توثيق ثقافتنا وتاريخ مسرحنا، واتخاذ موقف جديد منه أيضاً".
وبالنسبة لدعم المشروع للكتاب السوريين الشباب، قالت القاسم: "إنه مشروع جميل. وفي الحقيقة ما يراودني دائماً، هو القراءات المسرحية لكتاب سوريين جدد، لكنه مستقل بحد ذاته، ويحتاج إلى عمل وجهد أكبر، فأولاً من الصعب جمع المواد بسبب ضعف حركة النشر في العالم العربي، وثانياً كيف ستكون معايير الاختيار، وثالثاً كيفية تسويق هذه التسجيلات وجذب الناس إليها. ربما لدي حلول مبدئية لهذه التحديات، لكن من الأفضل الانتظار قليلاً لاستكمال نضج القراءات على الإنترنت لنصوص بارزة في تاريخ المسرح. ولكنني أشعر أيضاً بوجود ضرورة ملحة للبدء بتوثيق مسرحنا المعاصر أو نشره على الأقل، لأن ما يحدث من تهميش للمنتج الإبداعي المعاصر، للشاب خاصةً، خطير جداً وسيأتي بنتائج وخيمة على المستقبل الثقافي في العالم العربي".