"التشرميل"... ظاهرة مغربية للإجرام والبلطجة

27 أكتوبر 2017
ظاهرة مقلقة تقض مضاجع عناصر الأمن (عبد الحق سينة/Getty)
+ الخط -
عادت حوادث التعنيف والسرقة بالإكراه والاعتداء بالأسلحة البيضاء والبلطجة، وهو ما يسميه المغاربة بـ"التشرميل"، إلى الواجهة من جديد في عدد من المدن المغربية، بعد توالي حالات تعرض فيها مواطنون لاعتداءات خطيرة من طرف منحرفين بهدف السرقة أو لمجرد الانتقام واستعراض عضلاتهم.

فقبل يومين تعرض شيخ متقاعد بمدينة القصر الكبير لاعتداء أودى بحياته من ثلاثة مجرمين "مشرملين" كانوا تحت تخدير أقراص الهلوسة (القرقوبي)، إذ باغتوه أثناء فتح باب مسجد الحي قبيل أذان صلاة الفجر، فطالبوه بأن يعطيهم هاتفه وما يحمله، ولما حاول مقاومتهم انهالوا عليه بالضرب بسكاكين حادة.

والمشرمل، هو الشخص الذي يدمن على تناول المخدرات ويقوم بعملياته الإجرامية خاصة السرقة، كما أنه عادة ما يحمل أسلحة بيضاء من سكاكين وسيوف أيضاً.

وتعمد "المشرملون" إيذاء الشيخ المتقاعد، ولم يحترموا سنه المتقدمة، ولا حرمة المسجد الذي كان يهم بفتح بابه أمام المصلين، إذ "تفننوا" في تعنيفه بأسلحة بيضاء كانت في حوزتهم، ولم يرقهم أنه حاول الدفاع عن نفسه، فأصابوه بطعنات غادرة في جانبه الأيمن، ما أحدث تمزقات في الأمعاء والكبد، الأمر الذي أدى إلى وفاته بعد ساعات قليلة.

وفي مدينة خنيفرة المغربية، يعمد منحرف "مشرمل" إلى اقتحام بيوت عدد من النساء ليحاول اغتصابهن بقوة "السلاح الأبيض" تحت تأثير المخدرات، كما لا يتورع عن تعنيف الفتيات المشردات في الشوارع والنساء المتسولات، وفي حالة رفضت إحداهن يلجأ إلى سكينه الكبير لتخويف ضحاياه.


وفي ضواحي الرباط، عمد مراهق "مشرمل" إلى رسم خريطة من الجروح العميقة في وجه شاب صغير السن، بعد أن اعترض طريقه وحاول سرقته، لكن هذا الأخير رفض محاولا المقاومة، قبل أن يخرج المشرمل سيفه ليعيث في جسد الفتى ضربا، حتى كاد يزهق روحه، ليجد الطبيب أمامه جروحا تحتاج إلى تدخلات جراحية وتجميلية متعددة.

وفي مدينة الدار البيضاء التقطت كاميرا أحد المحلات التجارية قبل يومين مشهد قاصر "مشرمل" يحمل سيفا أطول من قامته، وهو يهدد رجلا خمسينيا بضربه وجرحه جروحا غائرة إذا لم يسلمه هاتفه النقال، قبل أن يملأ الرجل المكان صراخا طلبا للنجدة، دون أن يسعفه أحد، فقد فتك به المشرمل وضربه على رأسه، ليجد فرصة أخذ الهاتف سهلة، ويطلق ساقيه للريح، لكن رجال الأمن سارعوا إلى اعتقاله استنادا إلى صور الكاميرا التي فضحت عملية الاعتداء بكاملها.

الخبير في الشأن الأمني، القسطالي دامون، يعلق على ظاهرة "التشرميل" التي طفت من جديد في شوارع عدد من المدن المغربية، بالقول إنها ظاهرة مقلقة وتقض مضاجع عناصر الأمن، مضيفا أن الحل هو قوة الردع والزجر في حق هؤلاء المعتدين، حتى ينالوا عقوباتهم ويكونوا عبرة للآخرين.

وأردف المتحدث بالقول إن "التشرميل" يعرض حياة عدد من المواطنين للخطر، بسبب تناول منحرفين غالبا في أعمار صغيرة لحبوب الهلوسة، مشدداً على أنه "يتعين شن حرب ضروس ضد حبوب الهلوسة بمختلف أنواعها، لتكون ممراً رئيسياً يمهد للحد من ظاهرة التشرميل".