أعلن المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن أن التشكيل الوزاري الجديد المعلن، أمس الجمعة، جاء مخيباً للآمال، في أول رد فعل رسمي للجماعة، على قرار تشكيل حكومة خالد بحاح، فيما اختتم حزب "المؤتمر الشعبي"، مؤتمره الاستثنائي، بعزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومستشاره السياسي عبد الكريم الإرياني، وإقرار عدم المشاركة في الحكومة.
وقال المجلس في بيان اليوم السبت، إن التشكيل الجديد "اشتمل على عدد من الأسماء التي لا تنطبق عليها المعايير (المحددة في الاتفاق)، وعمل على إعادة إنتاج بعض الوجوه والدفع بأخرى على الرغم من تورطها في ملفات فساد البعض منها لدى الأجهزة الرقابية".
وأكد "الحوثيون" على وجوب الالتزام باتفاق السلم والشراكة، مشددين على "ضرورة تعديل هذه التشكيلة وإزاحة من لم تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها وفي مقدمتها الكفاءة والنزاهة والحيادية في إدارة شؤون البلاد، ومن عليهم ملفات فساد".
وفي أول تعليق للجماعة على قرار العقوبات الدولية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واثنين من قيادة الجماعة، اعتبر "الحوثيون" أن "هذه الخطوة تمثل استفزازاً صارخاً لمشاعر اليمنيين وتدخلاً سافراً في شؤونهم الداخلية وتأتي بهدف تأزيم الأوضاع وعرقلة العملية السياسية".
من جهته، اعتبر صالح، أن الحكومة الجديدة التي شكلها هادي، "ضعيفة" وهي أضعف من الحكومة "الأولى"، وقال إن حزبه (المؤتمر الشعبي العام)، غير مشارك فيها.
ودعا صالح، في كلمة ألقاها في اجتماع موسع لقيادة حزبه في صنعاء اليوم السبت، أنصاره إلى "الوقوف بجانب الجيش والأمن لحماية الجمهورية والثورة والوحدة"، معتبراً أن "تظاهرة" أمس الجمعة، رفعت نفسيات أفراد الجيش والأمن، وقال إن "حزبنا سيحافظ على الأمن إلى جانب القوات المسلحة".
وأقر حزب "المؤتمر"، في البيان الختامي، لمؤتمره الاستثنائي في صنعاء، عدم المشاركة في الحكومة الجديدة ودعا "المؤتمرين الى الاعتذار عن المواقع الوزارية التي عينوا فيها".
وفوض مؤتمر القيادات الموسع في صنعاء المكتب السياسي للحزب (اللجنة العامة)، بـ"النظر في اقامة أي تحالفات مع القوى السياسية في الساحة الوطنية وفقاً للمعطيات وما تقتضيه المصلحة العامة ومصلحة المؤتمر الشعبي العام"، حسب البيان.
وأقر "المؤتمر"، عزل هادي، من منصبيه بقيادة الحزب، وعين بدلاً عنه، أحمد عبيد بن دغر، في منصب النائب الأول لرئيس "المؤتمر"، وعارف الزوكا أميناً عاماً، وعين صادق أمين أبو راس، نائباً ثانياً لرئيس الحزب، وعلى ما يبدو، أن اختياره خلفاً، لعبدالكريم الإرياني، الذي يواجه انتقادات داخل الحزب ويُتهم بالتحيز إلى هادي، وانتخب أيضاً أبوبكر القربي (وزير الخارجية الأسبق) أميناً عاماً مساعداً للشؤون التنظيمية للحزب، بالإضافة إلى صعود قياديين آخرين، إلى منصب الأمين العام المساعد، وهما ياسر العواضي وفائقة السيد.
من جهة ثانية، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر صنعاء، اليوم السبت، بعد اختتام زيارته الـ34 للبلاد، والتي تولى فيها رعاية المفاوضات بين الأطراف السياسية لتشكيل الحكومة.
ورحب بنعمر، في بيان صحافي، بتشكيل الحكومة وتقدم بالشكر للقوى السياسية وهادي على التعاون في تشكيلها، داعياً كافة الأطراف إلى تنفيذ التزاماتهم بتقديم كافة أشكال الدعم لمساعدة "حكومة السلم والشراكة الوطنية".
وأكد بنعمر، أن "التحديات التي تواجه اليمن ما تزال قائمة، وتقتضي من كل اليمنيين التعامل معها بروح وطنية من أجل تغليب المصلحة العليا لليمن".
إلى ذلك، أعلنت قبول محمد عبد الملك المتوكل اعتذارها عن قبول منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الكفاءات، وهي ثاني وزير يعتذر عن قبول المنصب خلال أقل من 24 ساعة، بعد أحمد محمد لقمان الذي أكدت مصادر مقربة منه لـ"العربي الجديد" اعتذاره عن تولي وزارة الخدمة المدنية.