"الدواعش ينتحرون"... والسخرية من الإعلام العراقي

أثارت أخبار وتقارير بثتها وكالات أنباء ومحطات تلفزيون عراقية محلية مع بدء معارك الفلوجة سخرية واسعة في الشارع العراقي، بالإضافة إلى مطالبات بإقالة الصحافيين المسؤولين عنها وطرد الأشخاص المستصرحين.

وسخّرت حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي 43 محطة تلفزيونية محلية والعشرات من مواقع الإنترنت لنقل تفاصيل المعارك الدائرة بالفلوجة فضلاً عن جيش من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ونجحت تلك الجهود في نقل كم هائل من المعلومات للعالم اتسم أغلبها بالمبالغة أو عدم المصداقية بشكل غير منطقي.

ونشرت قناة "آفاق" المحلية التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي خبراً نقلته عن قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت قال فيه إنّ "طياراً عراقياً شجاعاً يحلق على ارتفاع 50 متراً لمطاردة مجموعة إرهابيين في قاطع الفتحة فقتل أربعة منهم وأصاب اثنين آخرين بمسدسه الشخصي". وكررت القناة الخبر في ثلاث من نشراتها الإخبارية الرئيسية، بغض النظر عن استحالة الخبر وعدم عقلانيته لا من ناحية علمية لطائرة وهبوطها خمسين متراً ولا بإخراج الطيار مسدسه ومطاردة الإرهابيين بطائرته وقتلهم.

هذا الخبر أعقبه خبر ثانٍ من قناة "الفيحاء" المحلية، قالت فيه إنّ "الطيران العراقي قتل 30 داعشياً كانوا داخل دبابة يستقلونها شرق الفلوجة". وفي خبر ثالث، نقلت قناة "العراقية" الحكومية الرسمية صباح الثلاثاء الماضي عن زعيم قبلي موالٍ للحكومة يدعى حميد الهايس أنّ "30 داعشيًا انتحروا داخل الفلوجة خوفًا من العمليات العسكرية التي أطلقتها الحكومة ضدهم". ونقلت قناة "العربية" أيضاً خبر مقتل "240 داعشيا في عمليات الفلوجة".

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات واسعة حيال تلك الأخبار التي وصفها أحدهم بـ"المعيبة" وآخر بـ"المقززة". وكتب مقداد الحميدان: "في قناة آفاق التابعة للمالكي، طبعاً الطيار "غريندايزر" يفتح زجاج الطائرة ويرمي بمسدسه الشخصي!". وقال الصحافي حامد حديد: "الطيار استعار المشهد من فلم أكشن هندي!".


اقرأ أيضاً: هل وقع الجيش العراقي في فخّ "داعش" الإعلامي؟