ينطلق "المهرجان الدولي لـ الثقافة الأمازيغية" مساء الجمعة المقبل في مدينة فاس المغربية ويتواصل ليومين، والذي يسعى إلى تقييم "التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يكون للتعددية الثقافية على الديمقراطية والتنمية المستدامة وصيانة التراث" وفقاً لبيان منظمي المهرجان.
ينقسم برنامج فعاليات الدورة الرابعة عشرة إلى جانبين؛ الأول يضمّ ندوات ومحاضرات تتناول جلساتها الثقافة الأمازيغية ومستقبل الديمقراطية في شمال أفريقيا، فيما يتضمّن الجانب الثاني من المهرجان العروض الفنية من حفلات موسيقية وأمسيات شعرية.
من أبرز الندوات التي تقام بمشاركة أكاديميين وباحثين من مناطق مغربية مختلفة؛ ندوة "الأمازيغية والديمقراطية"، و"الحركة الثقافية الأمازيغية.. حصيلة وآفاق"، و"الأمازيغية، المواطنة والثقافة الديمقراطية"، و"الثقافة الأمازيغية، الديمقراطية والأدب"، و"الثقافة الأمازيغية، التعددية الثقافية والديمقراطية بعد الربيع العربي".
لجهة العروض الموسيقية، يشارك هذا العام فنانون مغاربة وفرق من إيطاليا وإسبانيا، ومن بين الأسماء الحاضرة: عائشة مايا، وسامي راي، وفاطمة تشتوكت، ودنيا باطمة، و"أوركسترا فيصل"، والمجموعة الإيطالية "كاريستو"، والفرقة الإسبانية "ماريا فلامنكا".
على المستوى اللغوي، يقيم المهرجان ورشات حول تعلّم حروف تيفيناغ، ويخصّص أمسيات للشعر الشعبي الذي يتمتع بمكانة كبيرة في الثقافة الأمازيغية وله عدّة أشكال، من بينها "إيزلي" وهو شعر غزلي، و"الأهليل"، كما يعرف الشعر الأمازيغي أنواعاً أخرى كالقصائد الملحمية والسياسية والفلسفية. ويكرّم المهرجان الروائي المغربي الطاهر بن جلون.
المهرجان واحد من عدة تظاهرات تعرفها المغرب من بينها "إسلي مرموشة" الذي يجسّد التراث الشعبي الأمازيغي، ومهرجان آخر مماثل في مكناس، إلى جانب تظاهرات في الجزائر وتونس وتكرّس فعالياتها لتقديم الثقافة الأمازيغية بكل أشكالها، لكن التظاهرة الحالية، يغيب عنه تمثيل السينما والمسرح والأشكال الثقافية الأخرى من الرقص والحكايات الشعبية وفن الزخرفة والصناعات الحرفية.
في هذا السياق تعرف الثقافة الأمازيغية الممتدّة بين ليبيا والجزائر وتونس والمغرب عدّة مهرجانات مكرّسة لها، ففي الجزائر أعلن وزير ثقافتها هذا العام أن 2018 في الجزائر هي سنة الثقافة الأمازيغية من ناحية دعمها والاحتفاء بها وتوفير منصّات لتقديم مفرداتها المختلفة؛ من هنا يقام "مهرجان المسرح الأمازيغي" في الجزائر، و"المهرجان الثقافي للفيلم الأمازيغي"، كما تعرف مدينتا نابل وتطاوين التونسيتان مهرجاناً وأياماً ثقافية أمازيغية.