عضلات مفتولة وصدور عارية، ولا شيء يغطّي تلك الأجساد القوية سوى سراويل قصيرة، خلال مباريات سنوية، قريبة من المصارعة الرومانية، تشهدها النيجر كلّ عام ضمن مهرجان بطولة "السيف الوطني" التقليدية، تحت شعار "السلام والتضامن عن طريق المصارعة التقليدية". وذلك في إشارة إلى الرغبة في السلام، في ظلّ هجمات جماعة "بوكو حرام" الإرهابية على مناطق مختلفة من النيجر.
الفائز في هذه المسابقة الوطنية يحصل على جائزة "سيف" إضافة إلى حصان. لهذا تعتبر "رياضة ملكية". وقد أعلن وزير الرياضة النيجري عبدول كريم دان مالام أنّ النيجر "في حاجة إلى السلام والاستقرار"، لافتا إلى أنّ "السلام ليس هبة تُعطى، إنّما هو صرح يشيّد".
"مباريات السيف" هو الاسم المحلّي لهذه التظاهرة شبه الرياضية. ورغم أنّها شبيهة إلى حدّ كبير برياضة المصارعة، فهي لا تحتكم إلى القوانين والمعايير ذاتها. هي لعبة متوارثة عبر الأجيال، وكانت تُجرى قديما في في القرى احتفالا بمناسبات خاصّة أو بموسم زراعي استثنائي. و"جميع العائلات النيجرية معنية بها"، بحسب مدرّب القتال المتقاعد ماري داوودا.
ويضيف في حديث للأناضول: "من الصعب ألا يكون لكلّ عائلة مشارك أو أكثر في هذه البطولة الوطنية، التي كانت تقام، قديماً، في الساحات العامة للقرى، وتجمع بين متنافسين من فئات عمرية مختلفة". إذ حتّى الأطفال كانوا يتنافسون بغرض الترفيه، ولينعم الفائز بحظوة وكلمة بين رفاقه وفي المجتمع عموما.
قبل الكهرباء كانت المباريات تقام على ضوء القمر، وعلى وقع صخب وجلبة هائلة يحدثها أطفال القرى وفتياتها، وعلى وقع أصوات الطبول. لكن بمرور الوقت، ومنذ العام 1975، إرتأت السلطات تقنينها دون المساس بخصائصها الأصلية.
اللافت هو أنّ هذه المباريات تبدو شبيهة حدّ التطابق بمباريات المصارعة الرومانية. فالمتنافسان يدخلان الحلبة بجسديهما المفتولين بالعضلات، بخطوات سريعة، ونظرات ثاقبة مثبتة كلّ على الآخر، في ما يشبه الحرب النفسية.
وتحظى مباريات هذه المصارعة التقليدية بمشاهدة تلفزيونية كبيرة، إذ ينقلها مباشرة التلفزيون الرسمي في البلاد، ويتابعها عشرات الآلاف ممن "يجدون فيها إعادة اعتبار لأمجاد المصارعة"، وفقا لداوودا.