قدّمت السينما الأفريقية في وقت سابق على مؤلفات الباحثين وتصريحات السياسيين، أعمالاً توثّق الهجرة من القارة السمراء إلى أوروبا والغرب، وترصد عن كثب معاناتهم ونجاحاتهم، وما يواجهونه من صراعات داخلية وخارجية في مجتمعاتهم الجديدة بالنظر إلى العلاقة المعقّدة بين المستعمِر والمستعمَر وتداعياتها الماثلة إلى اليوم.
تحضر المغرب في هذا السياق بوصفها البلد الأفريقي الأكثر تأثّراً وتأثيراً في القارة العجوز، استناداً إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي عاشه منذ قرون، ما ساهم في تطوير رؤى ثقافية تعاين تاريخ الهجرة والمهاجرين في اتجاه واحد على الدوام.
في الدورة الثالثة عشرة من "المهرجان الدولي للسينما والهجرة" التي تُختتم فعاليتها غداً في مدينة أغادير المغربية، أشار المنظّمون إلى تدّخل عوامل سياسية واقتصادية جديدة تتّعلق بالأزمات والحروب التي سببّت مزيداً من الهجرات، وأعادت التذكير بقضايا التنمية وحقوق الإنسان في بلدان الجنوب.
تزامنت التظاهرة مع الإعلان عن تأسيس أول مركز للهجرة سيُفتتح رسمياً في شباط/ فبراير المقبل في "جامعة ابن زهر" في المدينة، والتي شاركت في إعداد ورشات وتقديم أوراق بحثية ضمن المهرجان، إضافة إلى استضافتها عروض أفلام ونقاشات حولها.
تتضمّن البرنامج ندوات وورشات عمل؛ من بينها: "صورة المهاجر الأفريقي في أفريقيا وفي دول الاستقبال"، و"تقنية كتابة السيناريو من البداية إلى النهاية"، و"إنجاز الفيلم الأول من دون ميزانية"، و"درس في السينما"، ولقاء مفتوح مع الفنان المغربي محمد مفتاح.
كما عُرضت اليوم الجمعة الأفلام التالية: "التوقيع" لـ جمال كراندو وسناء المصباحي، و"الأخ الصغير" لـ مالك زريق، و"محمد، الاسم" لـ مليكة زايري من المغرب، و"بلا ندم" لـ جاك ترابي من ساحل العاج، و"فاطمة" لـ فيليب فوكون من فرنسا.
يُذكر أن هذه الدورة 13 للمهرجان تستضيف ساحل العاج ضيف شرف من خلال مشاركة عدد من سينمائييها كمحاضرين وصانعي أفلام لتقديم أعمالهم والحديث عن تجاربهم.