ومثّل أطفال دوما، قبل يومين، مشهداً باللباس البرتقالي من داخل قفص وضع على ركام مجزرة النظام الأخيرة، ويشبه تماماً ذاك الذي زجّ الكساسبة فيه، وأمّا اليوم فأصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تقريراً قالت إنّها وثّقت فيه بـ"الاسم، إحراق النظام لـ82 سورياً وهم على قيد الحياة".
وفي تقريرها الذي عنونته بـ"حرق البشر"، أوضحت الشبكة أنّ "القوات الحكومية والمليشيات الأجنبية المساندة لها استخدمت سياسة حرق البشر وهم أحياء حتى الموت، كما حرقت الجثث بعد إعدام أصحابها، منذ بدء الأحداث في سورية عام 2011، وصعّدت من عمليات الحرق بشكل كبير في 2012، لتتواصل أيضاً في الأعوام اللاحقة"، مشيرة إلى أنّ "ذلك لم يأخذ صدى، كالتغطية الإعلامية الواسعة المحقّة التي حظي بها إعدام الطيار الأردني، الأمر الذي دفع الشبكة لإعداد هذا التقرير".
"الشبكة"، وبحسب ما توصّلت إليه من معلومات، وثّقت "مقتل 82 شخصاً حرقاً على يد النظام ومليشياته، منهم 47 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و7 نساء، و35 مقاتلاً من الفصائل العسكرية المعارضة، موزّعين على محافظات حلب، حماة، حمص، دير الزور، ريف دمشق، طرطوس، اللاذقية، ودرعا".
التقرير أشار أيضاً، إلى حوادث القتل حرقاً بالتفصيل، وكانت من بين الحوادث، واحدة في حماة، حينما اقتحمت قوات النظام حي مشاع الأربعين في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول عام 2012، واعتقلت عدداً من شباب الحي لتجمّعهم في منزل واحد، وتحرقهم جميعاً، مما أدى لمقتل 9 أشخاص، بينهم طفل، اسمه حمزة كنان، قُطّعت أطرافه وألقي حياً في النار.
وأمّا عن حرق الجثث بعد إعدام الأشخاص ميدانياً، فقالت الشبكة في تقريرها، إنّ "ذلك تكرر في 773 حالة، من بينهم 146 امرأة، و69 طفلاً"، لافتة إلى أنّ "القوات النظامية تقوم بإحراق الجثث إمّا للتشفي والانتقام، أو لردع وإرهاب المجتمع المحلي، أو لإخفاء معالم الجثث وبالتالي إخفاء الجريمة".
اقرأ أيضاً: طائرات النظام السوري ترتكب مجزرة جديدة في حمص
أخيراً، حذّرت الشبكة من أنّ "التركيز على جرائم (داعش) وإغفال ما يقابلها من قبل قوات النظام ومليشياته، تغّذي داعش بالرجال والأموال، كونه ينطلق من ذلك لتأكيد مظلوميته"، داعية "مجلس الأمن لمحاربة التطرف من كافة الأطراف، وضمان مساءلة مرتكبي الجرائم المذكورة".