اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الإثنين، أن جريمة اغتيال الشهيد باسل الأعرج، فجر اليوم، في مدينة رام الله، "جاءت ثمرة لاستمرار التنسيق الأمني المقيت، حيث سبق أن طاردت ولاحقت أجهزة أمن السلطة الشهيد باسل ورفاقه، وتمكنت من اعتقاله عدة شهور، وتسبب هذا الاعتقال في مطاردة الاحتلال له حتى استشهاده".
وطالبت الجبهة الشعبية في بيان لها، بضرورة مواجهة كل أشكال التنسيق الأمني والاعتقالات والملاحقة السياسية من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، واعتبار التنسيق الأمني "خيانة صريحة لدماء الشهداء ولمبادئ وقيم الشعب الفلسطيني، والتي تسبب استمرارها في الضرر بالمقاومة وشبابها".
وفي السياق، دعا الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حسام بدران، في تصريح له، إلى وجود "جهد وطني مشترك من قبل الفصائل والمؤسسات الوطنية كافة، لوضع حدٍ للتنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة مع الاحتلال، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تسليم المقاومين وتسهيل استهدافهم من قبل جيش الاحتلال".
وقال بدران إن "ما جرى بحق الشهيد الأعرج ورفاقه يذكّر ببشاعة سياسة التنسيق الأمني التي تنتهجها السلطة"، مشيراً إلى أن الشهيد باسل بقي مطاردًا بعد الإفراج عنه من سجون السلطة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال رفاقه بعد الإفراج عنهم بأيام.
إلى ذلك، قالت "حماس" في بيان لها، إن "الشهيد الأعرج الذي ارتقى فجر اليوم عقب خوضه اشتباكاً مسلحاً مع قوات الاحتلال في مخيم قدورة بمدينة رام الله، هو مثال للمقاوم الصلب الواعي والداعي للمقاومة بالأقوال والمطبّق لها بالأفعال".
وأكد بدران أن "كوكبة الشهداء لن تتوقف ما دام الاحتلال جاثمًا على الأرض الفلسطينية، وما دام هناك جيل واعٍ لجرائم الاحتلال ومصِرّ على المقاومة حتى النفس الأخير".
من جهتها، نعت الجبهة الشعبية إلى جماهير الشعب الفلسطيني "المقاوم والمنظّر الأول لانتفاضة الشباب الفلسطيني باسل الأعرج"، داعية فصائل المقاومة إلى الوحدة الميدانية والتنسيق في ما بينها للرد القوي على هذه الجريمة، وتكثيف عملياتها ضد الاحتلال.
ووصفت الجبهة الشهيد الأعرج بالثائر المثقف والمنظّر لانتفاضة الشباب الفلسطيني، والذي تمسك دوماً بجذوة المقاومة والانتفاضة طريقاً للوحدة والعودة والتحرير لكامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأضافت: "وهو المثقف الثوري الذي سخر كل طاقاته الثقافية والمعرفية خدمةً للمقاومة وتطوير أدواتها، ومارس ذلك سلوكاً ميدانياً مقاوماً ليجعل من جسده متراساً في وجه التنسيق الأمني وأدواته، رافضاً أن يكتفي المثقف بدوره كداعية ومنظّر بل ممارسة يومية على الأرض".
ودعت الجبهة الشعبية القيادة الفلسطينية إلى تحويل أقوالها بالتوجه إلى المؤسسات الدولية لملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب إلى أفعال، في ظل تصعيد الاحتلال لجرائمه وقوانينه العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.
واعتبرت أن الوفاء لدماء الشهيد الأعرج يتطلب إنهاء اتفاقيات أوسلو والتي لطالما عارضها وواجها الشهيد الأعرج وكل المناضلين، وصوغ استراتيجية وطنية جديدة لمواجهة التحديات الراهنة، وبما يوحد طاقات الشعب الفلسطيني في تفعيل الانتفاضة والمقاومة، وترسيخ الوحدة الميدانية للرد على جرائم الاحتلال.
كما أكدت أن الاحتلال "واهم إن كان يعتقد بأن جريمة اغتياله للثائر باسل الأعرج ستوقف مفاعيل الانتفاضة، وروح المقاومة والانتماء في الشباب الفلسطيني، فستكون دماؤه الطاهرة مفجرة لطاقاتهم وإبداعاتهم في وجه العدوان والاحتلال، والمشاريع الاستسلامية".