تصبّ جمعية "الشيخوخة النشطة" اهتمامها على الدعم الاجتماعي لكبار السن. وتُعنى الجمعية الخيرية بحاجات المجتمع المحلي داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث تركز على فئة المسنين، نظراً لقلّة الخدمات التي تقدم لهم نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية. فمعظمهم بلا عوائل أو ينتمون لعوائل فقيرة لا تتحمّل الإنفاق عليهم.
وجراء الوضع المتردّي للمسنّين، قامت السيدة ملك النمر، في أبريل/ نيسان 2006، وبمساعدة بعض المتبرّعين، بافتتاح الدار في مخيم برج البراجنة لتعيد للمسنين مكانتهم الاجتماعية. وبعد نجاح مهمة الدار في مخيم البرج، جرى افتتاح فرع آخر في مخيم نهر البارد عام 2008 ملحقاً بمشروع الأرض الخضراء الذي يهدف إلى تنشيط وتشغيل المسنّين بالأعمال الزراعية المتوارثة في فلسطين.
ولتفعيل مهمة الجمعية في التواصل ونقل التراث والثقافة بين الأجيال، قامت بتبني مشروع رحلات ثقافية تربوية اجتماعية أسبوعية، للأطفال والشباب والمسنين، إلى المناطق التراثية والسياحية اللبنانية، بهدف إعادة دور المسن في الحياة الاجتماعية. كما تهتم الدار أيضاً، إضافة لاهتمامها بالمسنّين، بالأطفال والفقراء، حيث تساعدهم بتقديم الرعاية والعناية الصحية والاجتماعية، وتدعمهم مادياً ومعنوياً.
وتقوم الجمعية بتقديم وجبة ساخنة يومياً للمسنين الأكثر حاجة في المخيم، وتنظيم نشاطات لتسليط الضوء على الطبق التراثي الفلسطيني، وإعداد نشاطات اجتماعية للمسنين تضم رحلات ونزهات داخل وخارج الأراضي اللبنانية، بالإضافة لرحلات العمرة والحج. وكذلك خدمات طبية ونفسية منتظمة بالتنسيق مع منظمات "أطباء بلا حدود"، وغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتأمين المعدات الطبية للمسن، وبينها الكرسي المتحرّك أو العصا، بالإضافة إلى ترميم المنازل، ودفع إيجار منازل بعض المسنّين ممّن ليس لهم معيل. كما تعمل على تأمين الأدوية المرتفعة الأثمان، وتقوم بإشراك المسنين ببرامج محو الأمية، وتعليمهم كيفية استخدام الكمبيوتر للتواصل مع أقاربهم في الخارج.
تقول فوزية الحاج، من المسنّات اللواتي يرتدن الدار: "أشعر بسعادة كبيرة في ظل أسرتي الجديدة، ولا أحتاج لشيء هنا، فكل ما أحتاجه مؤمّن"، وهو ما تتّفق معها عليه حُسُن عبد الله. أما فهمي السيد، فيشير إلى أن الدار تمثّل له الأمن والاستقرار، بينما يشدد محمد خالد وهبة على شعوره بالراحة النفسية في الدار التي توفر له التسلية والنشاط.