من المقرر أن يلتقي، مساء اليوم الإثنين، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وفقاً لما أعلنه البيت الأبيض فضلاً عن بيان صادر عن مكتب العبادي.
ويحضر الاجتماع المغلق، ولأول مرة، ممثل عن إقليم كردستان العراق بتنسيق مسبق من الإدارة الأميركية، وفقاً لما أكدته مصادر دبلوماسية أميركية في نيويورك لـ"العربي الجديد".
وأوضحت المصادر أن الاجتماع المقرر سيتناول ثلاثة ملفات مهمة تمثل "خارطة طريق" لبغداد في الأشهر الثلاثة المتبقية من العام الحالي، فيما أكد مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد" أنّ "العبادي سيتسلم الرؤية الأميركية خلال الاجتماع"، بحسب تعبيره.
وقال مستشار الرئيس الأميركي بن رودس لـ"العربي الديد" إنّ "أوباما والعبادي سيبحثان مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وخصوصاً التحضيرات الجارية لمعركة استعادة الموصل"، ثاني أكبر المدن العراقية وآخر معاقل التنظيم في العراق، فيما أكد بيان الحكومة العراقية أنّ العبادي يلتقي الرئيس الأميركي لبحث "جهود الحرب على الإرهاب".
وتريد الإدارة الأميركية الحالية تسجيل انتصار جديد لها قبيل انتهاء ولايتها، وهو القضاء على "داعش" في العراق. كما تسعى لتحقيق إنجاز يحسب للديمقراطيين في صراعهم مع الجمهوريين على الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ويرافق العبادي رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق فؤاد حسين، بصفته ممثلاً عن الإقليم، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيها واشنطن خطوة كهذه، بشكل يثير تساؤلات عن موقف الأميركيين من مساعي كردستان للانفصال عن العراق، بعد تعاملها مع بغداد وأربيل كطرفين نقيضين أو مستقلين داخل الوطن الواحد.
وأبلغ مصدر دبلوماسي أميركي في نيويورك لـ"العربي الجديد" أنّ "الاجتماع سيركّز على عملية تحرير الموصل، والقوات والفصائل التي ستشارك بهذا الهجوم، والعلاقة بين بغداد وأربيل، وحل المشاكل العالقة بينهما بما فيها المسألة النفطية".
وأوضح المصدر أنّ الاجتماع سيبحث أيضاً "ملف عودة النازحين إلى المدن المحررة في العراق من داعش، والتي تحتلها حالياً مليشيات الحشد الشعبي، وترفض عودة السكان إليها مثل جرف الصخر وبيجي، فضلاً عن ملفات أخرى تتعلق بالتعديل الوزاري، وورقات الإصلاح المتعثرة، والتي أطلقها العبادي مطلع العام الحالي".
وتشير تقارير أميركية وفق تسريبات حصلت عليها، أخيراً، إلى أنّ موعد الهجوم على الموصل سيبدأ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، من ثلاثة محاور، في وقت يؤكد قادة عراقيون أنّ تأخير الهجوم لا يرتبط بالاستعدادات العسكرية بل بالخلافات السياسية، ورفض الأكراد والسنة والمسيحيين مشاركة المليشيات التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني في المعركة، خوفاً من انتهاكات مماثلة لما حدث بالفلوجة. ويضاف إلى ذلك، مطالبة الأكراد بخارطة سياسية لمحافظة نينوى لما بعد تحريرها، مقابل المشاركة في اقتحام المدينة.
وقال مسؤول حكومي عراقي مقرب من رئيس الوزراء، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاجتماع يتناول معركة الموصل وإرسال واشنطن قوات كوماندوز خاصة إلى مشارف المدينة، للمشاركة في عمليات الدعم والإسناد".
وأوضح أنّ العبادي سيوافق على الدفعة العسكرية الأميركية الجديدة في العراق، والتي قد تصل إلى 450 جنديا وضابطا أميركيا، مع كامل معداتهم العسكرية في قاعدة القيارة 60 كلم جنوب الموصل".
وأضاف أنّ "ملف العلاقة بين بغداد وأربيل سيكون المحور الثاني من الاجتماع، فضلاً عن بحث ملف مليشيات الحشد الشعبي وانتهاكاتها وتصاعد نفوذها وسطوتها على حساب الجيش والشرطة، إضافة إلى ملف النازحين".
ولفت المسؤول الحكومي إلى أنّ "العبادي حمل هو الآخر حقيبة مطالب كثيرة"، مشيراً في هذا السياق إلى "ضغوط من إيران والأحزاب والمليشيات على العبادي في جوانب عدة"، قائلاً في الوقت عينه إنّ "هناك أطرافاً ترى أنّ الالتزام مع أوباما بأي اتفاق حالي، غير مجدٍ كون أيام أوباما في الإدارة الأميركية باتت معدودة"، بحسب قوله.