"اللغة الفرنسية في مصر" عنوان المحاضرة التي ينظّمها "المعهد الثقافي الفرنسي" في القاهرة وتلقيها الأكاديمية واللغوية إيرين فينوجليو عند السادسة من مساء اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الروائي الفرنسي من أصل مصري وسوري ألبير قصيري (1913-2008).
المحاضرة تتناول تاريخ الإقبال على تعلّم اللغة الفرنسية في مصر بين عامي 1850 و1960 أي قرابة قرن من الزمان، تخلّلتها أحداث ثقافية واجتماعية وعلاقات سياسية شائكة أثرت على انتشار اللغة والإقبال عليها في مصر.
كما تناقش ينوجليو الطريقة التي ساهم بها الإنتاج الثقافي الفرنكوفوني في تكوين معرفتنا في مصر الحديثة. وفي نهاية هذه الرحلة التاريخية، سوف تقدّم تساؤلاً حول إرث هذا الالتزام الفرنكوفوني في مصر اليوم.
الثيمة الأساسية التي تدور حولها الندوة هي "آثار ثروة متعددة الثقافات وتحررية وإرثها"، حيث أقبل المصريون على تعلّم لغة موليير أكثر من إقبالهم على تعلّم لغة الاحتلال البريطاني، وانتشرت مدارس اللغة ودفع أبناء الطبقة المتوسطة أبناءهم إلى تعلمها، لذلك نجد في الثقافة المصرية رموزاً مثل طه حسين وغيرهم ممن أتقنوا الفرنسية وانتقلوا إلى باريس لاستكمال دراساتهم العليا.
وليس بعيداً عن الصحة، النظر إلى علاقة الفرنسية بالشعوب حيث حاول الاستعمار الفرنسي في لبنان والجزائر وبلدان أفريقيا نقل الهوية الفرنسية بالكامل إلى تلك الشعوب التي ما زالت إلى اليوم ترطن بالفرنسية، فقد قام الاستعمار الفرنسي على عدّة أسس كان من أبرزها تفكيك الهوية الوطنية، وكانت اللغة أبرز مقومات تلك الهوية.
حتى في البلاد التي لم تستعمرها فرنسا، وحتى اليوم، ما زال الترويج للفرنكوفونية واحدة من أبرز طرق الهيمنة والتأثير، وهذا واحد من الأمور التي اختلف فيها الاحتلال البريطاني عن الفرنسي، فهو لم يحرص على نقل ثقافته بالكامل، فالإنكليزية كانت وما زالت اللغة التي يتفاهم بها معظم شعوب الأرض، ربما لذلك لم يشغل التاج البريطاني نفسه بذلك فقد كانت اللغة مهيمنة اقتصادياً وكولونيالياً وسياسياً من دون بذل الكثير من العناء.
يذكر أن إيرين فينوجليو هي مديرة بحوث فخرية في "المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي". عاشت في القاهرة من عام 1982 إلى عام 1990. أعدت رسالة الدكتوراه عن أعمال ألبير قصيري، وقدّمت العديد من الأعمال حول إشكالية اللغة الفرنسية في مصر.