حان اليوم، حسب التوقيت المحلي في شبه القارة الهندية، موعد الحلقة السنوية من مسلسل "موت الفقراء".. قد يبدو الكلام صادماً، ولا يليق مع حادثة في حجم "موت إنسان"، لكن حين يكون الأمر معتاداً، فإنه لن يعدو عند بعض مجرد "خبر".
في مثل هذا الوقت من السنة، كل عام، تتعرض مناطق في الهند الى ظروف مناخية قاسية تدمر المحاصيل، ما يدفع "عدداً" غير قليل من الفلاحين الفقراء الغارمين الى الانتحار.
واليوم أعلن مسؤولون هنود، عن حالات انتحار، مازالت أرقامها غير نهائية، حتى اللحظة، حيث تفاوت تقدير المسؤولين في الهند للأعداد، فقد صرح، ساتيش لاليت، المتحدث باسم حكومة ولاية "ماهاراشترا": إن السلطات أكدت سبع حالات انتحار، أقدم عليها مزارعون، بعدما دمرت العواصف الثلجية القوية، والأمطار غير الموسمية محاصيلهم في كثير من مناطق إحدى الولايات الغربية.
في حين قال، كيشور تيواري، رئيس جماعة "فيداربا جان أندولان ساميتي" الداعمة للمزارعين ، اليوم الأربعاء: إن حصيلة القتلى وصلت الى اثنين وثلاثين شخصاً.. ويبقى العدد مرشحاً للزيادة.
ورصد تقرير حكومي هندي، بعنوان "الوفيات العرضية وحالات الانتحار في الهند"، أعلى موجة انتحار موثقة شهدها العالم، حين سجل أن عدد المزارعين المنتحرين بين عامي 1995 – 2011 تجاوز ربع مليون إنسان، أي ما يعادل 32 حالة انتحار كل دقيقة، وأن حالات الانتحار بين المزارعين الهنود عام 2010 كانت الأعلى في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، حيث بلغت 16 ألف حالة.
ودمرت الأمطار والعواصف الثلجية في الشهر الماضي، محاصيل الأرز والقمح والقطن والبصل، في ثماني وعشرين منطقة من بين خمس وثلاثين منطقة بولاية "ماهاراشترا"، تقدر قيمة المحاصيل التالفة بملايين الدولارات.
والزراعة هي مصدر العيش الأساسي لأكثر من ستين في المائة من شعب الهند البالغ تعداده 1.2 مليار نسمة، ويعتمدون بشكل كبير على الطقس.