هدد تنظيم "القاعدة" بتعطيل القطارات في بريطانيا، باعتباره الهدف التالي الذي يسعى إلى تنفيذه وحثّ مؤيديه على القيام به، لأنه سيسبب خسائر فادحة في الأرواح ويثير الهلع والخوف بين المسافرين والركاب.
ونقلت صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، تهديدات "القاعدة"، مؤكدة اليوم الأربعاء، أن تأمين مسار آلاف الكيلومترات في بريطانيا، مستحيل عملياً، وأن الهجمات ستسبّب خسائر كبيرة ودماراً هائلاً، خاصة أن التنظيم استعرض في منشورات له، كيفية صنع أداة يمكنها أن تتسبب في خروج القطارات عن مساراتها.
وبحسب الصحيفة، فإن أي هجمات ستجبر الحكومات على فرض إجراءات أمنية على غرار تلك التي تطبّق في المطارات، على المسافرين عبر السكك الحديدية.
ويبدو أنّ وكالات المخابرات البريطانية والأميركية، تأخذ التهديد على محمل الجد، وأنها تعمل على مكافحته، وقال مصدر، إنّ الجيش مستعد لدعم الشرطة وخدمات الإسعاف في حالة وقوع هجوم، وإنّ قيام تنظيم القاعدة بالتسبب في تعكير الحياة في بريطانيا وأميركا واضطرابها، إشارة مقلقة.
ويتزايد القلق في لندن وواشنطن، مع تراجع نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني بالنسبة لهما، زيادة تهديدات القاعدة. ويؤكّد المصدر البريطاني أن "الحكومة قلقة جداً من تنظيم القاعدة، لأن الجهاديين سينتقلون من داعش إلى القاعدة".
وكان واضحاً في المقال الذي نشرته مجلة "إنسباير" التابعة للتنظيم، نهاية الأسبوع الماضي، أنّ التنظيم المصنف إرهابيا، أراد من أنصاره مهاجمة السكك الحديدية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. "السكك الحديدية الأميركية، تقدّر بثلث السكك الحديدية في العالم، فكيف يمكنهم حماية 240 ألف كم. ذلك مستحيل عملياً. الشيء ذاته ينطبّق على بريطانيا مع 18500 كم، وفرنسا مع 29473 كم. إنّها مهمة شاقة ومستحيلة تقريباً، وهي أحد أسهل الطرق للاستهداف. وقد يؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة ودمار على مستويات مختلفة".
ولفت المقال، إلى أنّه "من الممكن استهداف القطارات بالهجوم على عربة القطار، سواء من الداخل او من الخارج، أو استهداف خطوط السكك الحديدية ذاتها لتعطيل القطارات، والمحطّة الثالثة، تستهدف محطّات القطارات المزدحمة بشكل دائم، وتعطيلها سيؤدي إلى اضطراب كبير وانقطاع في نظام النقل".
وتعتبر المخاوف بشأن الإرهاب، في ثاني أعلى مستوى لها في بريطانيا منذ عقد من الزمن، وذلك بعد الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها في 7 يوليو/ تموز 2005، حيث فجّر أربعة متطرّفين وسائل النقل في لندن، ما أدى إلى مصرع 56 شخصاً وإصابة 700 آخرين.
وواجهت بريطانيا خلال العام الحالي ثلاث اعتداءات إرهابية، بدأت مع اعتداء جسر ويستمنستر، في 22 مارس/آذار، إذ اصطدمت سيارة بالمارّة قبل أن يترّجل سائقها ويحاول دخول مبنى البرلمان فيطعن شرطياً ويرديه قتيلاً.
وجاء الاعتداء الثاني في 22 مايو/أيار، حين فجّر سلمان عابدي نفسه في حفل في مانشستر، وتلاه اعتداء جسر لندن، الذي نفّذّه ثلاثة شبان قادوا حافلة صغيرة بسرعة ودهسوا المارّة قبل أن يترجّلوا منها ويطعنوا من استطاعوا الوصول إليه.