بعد أن أقدمت القوى الأمنية في طرابلس، الأسبوع الماضي، على إقفال "مسرح الكشاف" وطردت أعضاء فرقة المسرح الوطني منه، ينظم مسرحيون وفنانون وقفة احتجاجية عند العاشرة من صباح اليوم في طرابلس أمام المسرح، بالتزامن مع وقفات مماثلة في بنغازي والبيضاء والمرج ومصراتة أمام مقرات هيئات الثقافية.
وقد تداولت المواقع الليبية والصحف وحسابات المسرحيين الليبيين على وسائل التواصل الاجتماعي، أن سبب إغلاق المسرح، الذي تأسس عام 1972، هو عدم دفع الإيجار منذ أشهر.
المسرح يعود كملكية إلى "المفوضية العامة للكشافة" وقد أصدر رئيس المفوضية علي شمسي بياناً تناول فيه حيثيات الإقفال، وأوضح أن الإيجار دفع آخر مرة عام 2011، وقد طالبت المفوضية هيئة الثقافة بدفع الإيجار المتأخر فأعلنت الأخيرة عجزها عن السداد، وجرت مراسلات بين المفوضية والهيئة تقرّر بعدها إنهاء العقد.
مسرحيون اعتبروا أن التأخر في دفع الإيجار ليس إلا ذريعة لإقفال المسرح، لمنع إقامة الحفلات الموسيقية والمسرحيات؛ فقد داهمت قوة أمنية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، المسرح ومنعت إقامة حفل لموسيقى الراب، لأنها "محرمة"، وفق ما تناقلت الصحف آنذاك، ولم تكتف بذلك بل جرى إيقاف منظميه.
رداً على ذلك، أكدت "المفوضية" المالكة للمسرح على ترحيبها بإقامة أي نشاطات على خشبة "الكشاف"، مقابل رسوم محددة.
من جهة أخرى، تستخدم "فرقة المسرح الوطني" التي انطلقت عام 1964، المسرح منذ تأسيسه، وترى أنه لا يجوز التعامل مع "الكشاف" كملكية لجهة معينة تقفله وقتما تشاء، فقد صرّح مدير الفرقة الفنان فتحي كحول في بيان: "إن تأخر الدفع في السنوات الأخيرة فهذا ليس ذنب الفنانين، لكن لظروف تمر بها البلاد والكل يعرفها".
وتابع "يجب النظر في إعادة مقار الفرق الأهلية للمسرح، التي تم السيطرة عليها واستغلالها وإيقاف دورها الثقافي مساهمة في قتل الوعي وإبعاد المثقفين عن دورهم الحقيقي، لكن هذا لا يعني أن يطرَد الفنانون من مقرهم وأن تقفل الأبواب في وجوههم لهذا السبب، فالمكان ملك للجميع فنانين ومبدعين وإعلاميين ومثقفي الوطن".
وقد أطلق الفنان المسرحي الليبي شكري شكاب مع آخرين، بياناً للتوقيع، على حسابه في فيسبوك، جاء فيه "ونحن نتابع ببالغ الأهتمام وبكل أسف الأحداث التي يمر بها المسرح الوطني طرابلس والمعروف بمسرح الكشاف من إقفال لمقره، والذي تشغله فرقة المسرح الوطني منذ زمن بعيد قارب عن الخمسين عاماً وأكثر وقدّمت خلاله العديد من العروض الفنية والثقافية من روائع الفن الليبي من قبل عدد من عمالقة الفن والثقافة".
وطالب البيان "المسؤولين بتسوية الوضع المادي مع مفوضية كشاف طرابلس حتى يتسنى لنا الرقي بالحركة الفنية والمشهد الثقافي وإثرائهما والسعي من أجل تقديم أفضل العروض الفنية والمسرحية".
وأكمل البيان "بشهادة الجميع كل الأعمال الفنية سوى إن كانت مسرحاً أو تلفزيونية ولدت في "الكشاف" حيث كان مقراً يجتمع الفنانون فيه".
وأعلن الموقعون "تجميد كل الأعمال الفنية مسرحاً وتلفزيوناً من بداية اليوم الأثنين، 27/11/2017 حتى تتخذ الأجراءات اللأزمة حيال هذا الموضوع واسترجاع مقر المسرح الوطني طرابلس وكل مقرات الفرق الفنية وإعطاء المبدعين على حد سوى حقهم المادي والمعنوي".