يعاني أهالي بلدة الغدفة بريف إدلب الجنوبي، من زيادة عدد المصابين بداء الليشمانيا الناتج من تكاثر أعداد "ذبابة الرمل" الناقلة للمرض بسبب الواقع البيئي والصحي السيئ، في حين لا يتوفر العلاج بالمركز الصحي الذي يقف عاجزا أمام تفشي الداء.
وقال ابن الغدفة قصي الحسين لـ"العربي الجديد": "تحولت اللشمانيا في الفترة الأخيرة إلى كابوس يومي، وخاصة مع زيادة حالات الإصابة بين أهالي البلدة والنازحين إليها. نحاول أن نتجنب الإصابة عبر تحصين المنازل بوسائل تمنع دخول الحشرات، إضافة إلى رش المبيدات الحشرية داخل المنازل ومحيطها، وإبعاد القمامة قدر المستطاع".
ولفت إلى أن "منازل المُهجرين غير صحية، وهم لا يستطيعون تحمل تكلفة وسائل مكافحة الحشرات، والحل يكمن في تكفل منظمة إنسانية بأزمة الصرف الصحي في البلدة، فمنذ عام 2007، لم تتم صيانة الصرف الصحي. وبعد 2011، زاد عدد سكان الغدفة نحو 3 أضعاف، ويفتقد نحو 60 في المائة من السكان للصرف الصحي، فضلا عن سكان المخيمات العشوائية".
وقال الممرض بالمركز الطبي في الغدفة، حمدو الأحمد، لـ"العربي الجديد": "كان المركز مدعوما سابقا لعلاج الليشمانيا، لكن حالياً لا يوجد أي نوع من الدعم، ولا يمكننا تقديم العلاج لأي مريض رغم تفشي الإصابة".
ولفت إلى أنهم لا يمتلكون إحصاءات بعدد المصابين. "توقفنا عن توثيق الإصابات عقب توقف الدعم، وتم تحويل نحو 780 حالة قديمة، إضافة إلى عشرات الحالات الجديدة إلى مراكز أخرى خارج البلدة لتلقي العلاج. عدد المصابين الحالي في الغدفة يزيد عن ألف حالة، والتحويل يتم إلى مركز معصران الذي يصله دعم ضعيف، وهو يبعد نحو 5 كم، ومركز خان السبل الذي يبعد نحو 12 كم، ومركز سراقب نعلى مسافة 45 كم، ما يحمل الأهالي أعباء إضافية".
وأرجع الأحمد أسباب زيادة عدد المصابين بالليشمانيا، إلى "تردي الواقع الصحي والنظافة العامة، وانتشار الصرف الصحي المكشوف في الأبنية والمخيمات الموجودة في محيط البلدة التي تحتاج إلى مشروع كبير للصرف الصحي، ومكافحة ذبابة الرمل عبر رش المبيدات".
بدوره، تحدث رئيس المجلس المحلي في الغدفة، أحمد الحمود، عن ضعف الإمكانات وغياب دور المنظمات الإنسانية، وقال لـ"العربي الجديد": "توقفت صيانة وتوسعة شبكة الصرف الصحي عام 2007، وعرفت البلدة كثافة سكانية كبيرة بسبب تدفق النازحين والزيادة السكانية الطبيعية. السكان يحفرون جورا عشوائية للصرف الصحي، ومصب شبكة الصرف مكشوف، وأصبح داخل منطقة المنازل، والمجلس لا يملك الإمكانات لتغطيته، وحاليا هناك مشروع لإحدى المنظمات لإقامة محطة معالجة لمياه الصرف الصحي عند المصب".
ولفت إلى أن "إمكانات المجلس ضعيفة، ولدينا فقط جهاز دخان لطرد الحشرات، لكن لا تتوفر لدينا أية مبيدات حشرية. عدد سكان الغدفة نحو 14 ألف نسمة، فضلا عن نحو 10 آلاف من النازحين الموزعين على البلدة و8 مخيمات، والجميع يعانون من واقع معيشي سيئ".
ويؤدي داء الليشمانيا الجلدي إلى ظهور جروح متقرحة تدوم لأشهر، وهو ينجم عن اختراق طفيليات أحادية الخلية من نوع الليشمانيات إلى الجلد، إثر التعرض للسعة من أنثى ذباب الرمل.