افتُتح معرضان يسلطان الضوء على أعمال فنية هندية، في المتحف العربي للفن الحديث "متحف"، في العاصمة القطرية الدوحة، مساء أمس الأربعاء.
ويحتفي المعرض الأول الذي يحمل عنوان "عاديات الشمس"، بأعمال الفنان الراحل مقبول فدا حسين، أحد أبرز الأعلام التي أثْرَت الثقافة الهندية المعاصرة وتاريخ الفنون في القرن العشرين.
أما المعرض الثاني، فيأتي ضمن العام الثقافي (قطر الهند 2019)، تحت عنوان "تبقى عوالم أخرى"، وهو من تقديم "مجموعة رقص ميديا" الهندية، ويتضمن 13 عملاً فنياً متنوعاً. ويستمر المعرضان إلى نهاية يوليو/ تموز المقبل.
ويضّم معرض "عاديات الشمس" الذي أشرف على تنسيقه رانجيت هوسكوت، الشاعر والناقد الفني والمنظّر الثقافي المرموق المقيم في بومباي، أكثر من مائة عمل للفنان مقبول فدا حسين. وتتنوع هذه الأعمال بين اللوحات الفنية والرسومات وأعمال النسيج والأفلام، وهي مستعارة من مجموعات مؤسسة قطر ومتاحف قطر ومجموعات فنية خاصة من منطقة الخليج وغيرها من أماكن العالم.
ويقول منسق معرض "عاديات الشمس" رانجيت هوسكوت، إن "معرض مقبول فدا حسين هو أضخم المعارض المخصصة لأعماله حتى الآن، ويقدم مجموعة من الأعمال التي أبدعها الفنان على مدار 6 عقود"، مستكشفاً ثلاثة موضوعات رئيسية كانت حاضرة دائما في أعماله، أولها فكرة الوطن كمكان تتدفق منه ذكريات الطفولة، وتُصاغ معانيه في الحاضر، ويتبلور مفهومه من خلال استكشاف الحياة. وثانيها مغامرة الإنسان مع الإبداع عبر المجتمعات وعلى مر العصور وباختلاف التخصصات. وثالثها، النهج التعددي في التعامل مع السنن الكونية للوجود، وهو النهج الذي تُعبّر عنه رمزية أديان العالم وفلسفاته، وفقاً لهوسكوت.
أما معرض "تبقى عوالم أخرى"، فهو مستلهم من طاقة مدينة الدوحة الحافلة بالأضواء، إذ ترمز تلك الطاقة إلى هذه الحاضِرة العالمية في تطورها المستمر وشبكات الناس، والمواد الخام المتنوعة. وتُعيد أعمال هذا المعرض معالجة مفهوم التطور الإنساني والموارد الطبيعية المتوافرة، مع الأخذ في الاعتبار الحركات التاريخية والمعاصِرة للشعوب وكذلك التغيرات الحاصلة في الطبيعة. ويضم المعرض 13 عملا فنيا تتنوع بين الفيديوهات وأعمال النسيج والمنحوتات التي صممت ما بين عامي 2011 و2019.
وتضم "مجموعة رقص ميديا" فنانين معاصرين يعملون على مستوى دولي، وتتحدى المجموعة من خلال أعمالها المفاهيم السائدة في العالم بوسائل مرحة وشاعرية، وتحاول تفكيك بُنى الاقتصاد والزمن واللغة، وتبحث حدود ما تشهده الحياة المعاصِرة من تبدُّلات. وهذا البحث في حالة التغيّر والتبدل مكرَّس في عملية إنتاجهم الفني وفي موضوع أعمالهم وحتى في استخدامهم مصطلح "رقص" في اسم المجموعة الذي يشير إلى الحركة والالتفاف باللغات الأردية والعربية والفارسية، وفقا لمنسقة المعرض لورا بارلو.
وحضرت افتتاحَ المعرضين رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الشيخة موزا بنت ناصر، ورئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني.
تجدر الإشارة إلى أنه اعتباراً من 28 مارس/ آذار الحالي، ستُفرض رسوم على دخول متحف قطر الوطني ومتحف الفن الإسلامي والمتحف العربي للفن الحديث، قيمتها 50 ريالاً للبالغين و25 ريالاً للطلاب، فيما سيسمح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاما وأعضاء برنامجي "بطاقتك إلى الثقافة المميزة" و"بطاقتك إلى الثقافة العائلية" وأصحاب الاحتياجات الخاصة بالدخول مجاناً. وتسمح تذاكر المتاحف بالدخول إلى المعارض التي تستضيفها المتاحف ولمدة ثلاثة أيام متتالية من تاريخ الإصدار.