ولفت السنيورة، في حديث تلفزيوني، إلى أن "المشكلة مع المملكة العربية السعودية بدأت عندما انفرد وزير الخارجية، جبران باسيل، بسياسة النأي بالنفس في موضوع أساسي، وعارض موضوع الإجماع العربي".
وأشار إلى أن "الأسباب التي تبرهن على أن مصلحة لبنان في تأييد الإجماع كثيرة، ومن أبرزها اتفاق الطائف والدستور والبيان الوزاري للحكومة".
وطالب السنيورة بالخروج "من المواقف الرمادية غير الواضحة في مسألة التضامن والإجماع العربي"، مبيناً أن بيان مجلس الوزراء "لم يكن موفقاً، ولم يعبر بالشكل السليم عن مصلحة لبنان".
في المقابل، اعتبر "حزب الله"، على لسان نائب أمينه العام، نعيم قاسم، أن الحزب "دائماً في موقع المعتدى عليه، وكانوا دائماً (خصومه) في موقع المعتدي والمجرم"، مشيراً إلى أن "إسرائيل بدأت المعركة، ثم قوى التكفير".
وأضاف: "نحن ندافع عن أنفسنا، إذ ليست المرة الأولى التي يُعتدى علينا"، منتقداً سياسة السعودية في لبنان.
من جهته، أكد زعيم "تيار المستقبل"، سعد الحريري أن الحوار مع "حزب الله" مستمر.
وأوضح بعد زيارته رئيس الحكومة تمام سلام، أن "يوم 14 آذار لن يمر مرور الكرام وهناك شيء يتحضر وسننسق مع القوى السياسية".
واعتبر أن "التظاهرات الحضارية رسالة أقوى مما حصل من تسكير طرقات، وهذا الأمر لا يوصل إلى مكان، ورأيتم النعرات والفتن التي حصلت، وحرق الدواليب وقفل الطرقات غير مقبول خصوصاً أن هذه الأفعال قامت بنعرات مسيئة للإسلام".
وحول الجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية المقرر عقدها غداً، لفت الحريري إلى أنه "يفضل أن ينزل رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، إلى الجلسة، لأن هذا التصرف هو الصحيح، ونحن سننزل من أجله"، مشدداً على أن "انتخاب الرئيس هو مفتاح حلّ الأزمات".
واستقبل سلام أيضاً وفداً من المديرين التنفيذيين في البنك الدولي.
وقال الناطق باسم الوفد، المدير التنفيذي للبنك الدولي في كندا، أليستر سميث: "نحن نعي تماماً العبء الكبير الملقى على عاتق لبنان جراء الأزمة السورية، والعمل الكبير الذي يقوم به لناحية توفير التعليم للنازحين السوريين، وهذا أمر يعترف به أيضاً المجتمع الدولي. وخلال مؤتمر لندن تم التوافق على أجندة من أجل دعم لبنان والأردن والدول التي تأثرت بهذه الأزمة".
ولفت إلى أن "زيارة الوفد هي لمعاينة الظروف المباشرة" للاجئين السوريين.
كما التقى الوفد وزير المال اللبناني، علي حسن خليل، الذي حدد ثلاثة عناصر لمساعدة لبنان: "التركيز على الهبات، وتأمين قروض بفوائد محدودة لمشاريع البنى التحتية للمناطق المضيفة للنازحين، وكذلك تغطية البنك الدولي لفوائد إصدارات سندات الخزينة اليوروبوندز في لبنان، بما يخفف جزءا من خدمة الدين العام".
إلى ذلك، ذكّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، بأهمية حل مسألة الانتخابات الرئاسية، معلنة بعد لقائها الرئيس السابق للحكومة، سعد الحريري، أنها ستُطلع "مجلس الأمن على الجهود المبذولة، وأتوقع أن يعبر مجلس الأمن عن وجهة نظره بشأن الأوضاع الحالية ونظرته للحلّ".
وفي حين يستمر "حزب الله" بتعطيل جلسات انتخاب الرئيس عبر مقاطعة نوابه الحضور الى المجلس، سجل "تكتل التغيير والاصلاح" (حليف الحزب المسيحي وشريكه في مقاطعة الحضور) موقفا متقدما من مقاطعة الجلسات، إذ اعتبر الوزير السابق، سليم جريصاتي، بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل أنه "إذا استمرت نفس الممارسة في جلسات الانتخاب غدا، فلن يبقى تعطيل الميثاق من دون رد".
وقال جريصاتي إن "المساومات في الحقوق الدستورية والقانونية لا تجوز ولن تكون"